قالت وزيرة التربية هدى بنت باباه اليوم خلال اختتام مشروع دعم قطاع التعليم في موريتانيا إن اللغة الفرنسية ستظل حاضرة في مختلف مستويات التعليم، ما يستدعي تعزيز إتقانها لدى المدرسين والمتعلمين دعما للنجاح الدراسي والانفتاح على المعارف العالمية.
لاجدال في أن استخدام اللغات العالمية المختلفة للانفتاح على العالم الخارجي أمر مطلوب، ولن ندخل هنا في ترتيب تلك اللغات وإن كانت الإنجليزية بشهادة الجميع هي اللغة الأولى في العالم، حيث تستخدم في الغالبية الساحقة من دول العالم وهي لغة التكنلوجيا والعلوم ووسائل الإعلام العالمية.
المشكلة ليست في أي لغة نتبنى للانفتاح، بل المشكلة هي أن الأجيال الجديدة في التعليم حتى في الجامعة تعاني من ضعف كبير في مستوى اللغة الثانية.
ما قبل الإصلاح التربوي الحالي منذ 1999 كان لدينا التلميذ والطالب أحادي اللغة، ولكن يتقنها ويتعلم الأخرى على مهل، ولكن اليوم تبقى الوضعية جدّ صعبة حتى أن بعض التلاميذ والطلبة صار لا يتقن أية لغة.
الأسباب كثيرة، بعضها يعود للطريقة العقيمة لتدريس اللغة الثانية أصلا، حيث لا أشرطة ولافيديوهات ولا حرص على تدريسها بالأسلوب الحديث بل بالطريقة القديمة المملة جدا .
السبب الثاني، أن الكثير من التلاميذ والطلبة لا يهتمون بدراسة اللغة الثانية التي لا يطبقونها في واقعهم، واللغة مثل الشجرة لا بد لها من بيئة مناسبة، ولايمكن إتقانها إلا في مكان يتم فيه التواصل بها حديثا وكتابة .
السبب الثالث، نقص كبير في مدرسي اللغات والطريقة البدائية لتكوينهم أصلا.
إن التعليم القوي يحتاج تدريس أكثر من لغة انفتاح بطريقة حديثة مع التطبيق كتابة ومحادثة، وخلق أجواء محاكاة للواقع الذي تستخدم فيه اللغة في وضعيات مختلفة، مع التركيز على تدريس النصوص التي تخدم الواقع وليست نصوصا جامدة، كما يحتاج التوجه بصورة أكبر للشعب العلمية والفنية.
كما يجب أن تدرس مادتا المعلوماتية والتكنلوجيا الجديدتين في المرحلة الإعدادية بصورة فعالة تجعل الجيل الجديد من التلاميذ يمتلك مفاتيح العولمة لغويا وتقنيا .
ختاما :لابد لكل بلد من عدة لغات انفتاح تدرس بعناية وتطبق في الواقع بقدر ما يحتاجها في التعامل مع الضيوف والمستجدات التي لا تكفي فيها اللغة الرسمية "العربية" التي يجب أن تبقى الأولى في كل المرافق العمومية داخليا.
باختصار علينا أن نكثف تدريس اللغات والتقنيات الجديدة للأجيال الصاعدة فـ"الناس أبناء زمانهم" كما يقول المثل.
