وقَّع أكثر من نصف الأحزاب السياسية المرخصة في موريتانيا على ميثاق شرف لمحاربة الفساد، وذلك خلال الحفل الذي نظمته الأمانة المكلفة بالعلاقات مع الأحزاب السياسية في الائتلاف الوطني لمحاربة الفساد، ضمن فعاليات الأسبوع المخلَّد لليوم العالمي لمحاربة الفساد تحت شعار: "ملتزمون بمحاربة الفساد".
خطوة مهمة في مسار طويل للائتلاف، يهدف إلى مكافحة هذه الظاهرة التي تصنف باعتبارها من أخطر التحديات التي تواجه البلاد.
وستقوم الأحزاب التي وقعت على الميثاق بالحديث عن الفساد ومخاطره وضرورة محاربته، مع طلب ضرورة الوقوف ضد تعيين أي شخص أدين قضائيا بالفساد، ودعم المنظومة القانونية والمؤسسية لمحاربة الفساد.
وقد ضمت لائحة الأحزاب الموقعة على الميثاق المعارضة والأغلبية مع تسجيل غياب اسم الحزب الحاكم "الإنصاف "عنها.
الفساد ظاهرة خطيرة تحتاج تكاتف القوى السياسية كالأحزاب والنخب المثقفة والسلطات المختلفة والمجتمع للتصدي له، حيث إنه سوس ينخر جسم المجتمع والدولة ويعيق التنمية، وقد ترسخ، وصارت له حواضن كثيرة خلال العقود الثلاث الماضية.
يجب على الجميع التصدي لكل مظاهر الفساد، والتي ليست مالية فقط، فهنالك الفساد الإداري، واستغلال النفوذ والرشوة والتعيينات والترقيات، تبعا للأطر الضيقة واستغلال المنصب والفساد الأخلاقي .
بدأت الدولة تحارب الأنماط المالية والإدارية من الفساد، وسنّت ترسانة قانوية لذلك، لكن تغلغل الفساد في المجتمع وحب المظاهر وعدم نبذ المفسدين اجتماعيا وغياب الإشادة بالكفاءات النزيهة وتوليتها للوظائف حسب الاستحقاق العلمي والأخلاقي، مازالت عوائق دون المساهمة الفعالة في الحملة الحالية لمكافحة الفساد.
ختاما: الفساد ظاهرة خطيرة، ويجب تكتل الجميع من سياسيين وقانونيين وسلطات مختلفة وقادة رأي ومجتمع للمساهمة في التصدي لها، كي ننتشل بلدنا من براثن مخاطرها التي ليس أقلها هدر الموارد وتهميش الكفاءات.
باختصار نتيجة الفساد هي مزيد من التخلف وسوء التسيير.
