مواسم معرض الكتاب هي مواسم حماس وترقب جميل للأحدث والأندر من الكتب، ولكنها أحيانا تأتي وليس في الجيب ما يُشبع نهم العين والفكر إلى مطالعة الجديد والمختلف،
وسنواتي بالقاهرة كنت أحرص على حضور معرض الكتاب حتى ولو لم يكن عندي ما أشتري به شيئاً، فهناك خيام وندوات وشعراء ينشدون وحفلات توقيع ونقاش الإصدارات الجديدة وغيرها من الأنشطة المصاحِبة،
كما أن مجرد تصفح العناوين متعة بالنسبة لي، ويُعينني على اتخاذ قرار الشراء لاحقاً عندما تسمح الظروف.
إنه موسم ثقافي بطله الكتاب وأي بطل! لكنني ما زلت لا أفهم القيمة التسويقية لبعض التصدير أو الإهداء (غير الشخصي طبعا) .
في مقدمات أو على أغلفة بعض الكتب خصوصاً تلك التي تحمل عبارات مثل "قالوا عن الكتاب أو عن الكاتب" وكأن القارئ غيرُ راشد ويحتاج من يشرح له لماذا هذا الكتاب الذي اشتراه ويقرأه هو كتاب مهم وصاحبه من شأنه كذا وكذا.. إلخ.
هذه الشهادات لا أراها تنفع بل ربما العكس، فلندع الكتاب يتحدث عن نفسه، ولا داعي لآراء وشهادات الكتاب الآخرين ومراجعي الكتب book reviewers .
وقد أصبحت هذه مهنةً على غرار تقييم ومراجعة الأجهزة الإلكترونية الجديدة وكل ما ينزل السوق.. بالإضافة إلى أن كثيراً من الكتب التي حظيت بتقريظ وثناء الكُتّاب والمراجعين لم تكن على مستوى التطلعات.
كما أن الكتب التي تعتمد على التذوق الفني والأدبي بالخصوص تخضع للذوق والحِسّ الشخصي وهو ما يختلف من شخص لآخر، فلا مجال لتشارك تجربة قراءتها مع الآخرين لأن كلنا يفهم ويتذوق هذا الفن والأدب بصورة خاصة به وتتدخل في هذه العملية عوامل كثيرة مثل التنشئة، المستوى العلمي التجارب السابقة إلخ.. لذلك أرى ألا مكان للمقدمة في الأعمال الأدبية، سواءً كانت بقلم الكاتب أو الأديب نفسِه، أو بقلم آخر