زوربا اليوناني
هذه رواية من الروايات ذات الأبعاد الفلسفية التي تجعلنا نعيد تقييم حياتنا نظرا لأنها تقدم لنا نموذجين مختلفين جدا، باسيل المثقف الثري الراغب في استثمار أمواله، وألكسيس زوربا الرجل الأمي الذي عجن ثقافته بطين التجارب والأسفار وهي الثقافة التي أتاحت له أن يكوّن موقفا مختلفا من الحياة قوامه صون إنسانيته من كل التهديدات يقول: “تخلصتُ من الوطن، تخلصت من الكاهن، تخلصت من الماء. إنني أغربل نفسي. كلما تقدم بي العمر غربلت نفسي أكثر. إنني أتطهر. كيف أقول لك؟ إنني أتحرر، إنني أصبح إِنسانا”.
وبين الشخصيتين تتجلى طريقتان للعيش، بين المثقف المنطوي وبين العجوز المرح الذي يعيش الحياة ويتمتع بها لأقصى حد ممكن دون قلق ولا تفكير عميق..
أما أسلوب الكاتب فهو الدافع الرئيسي التي يجرك خلال الصفحات طوعًا، في "زوربا اليوناني" تجد "نيكوس كازانتزاكيس" يبدع في الوصف والتشبيهات فالألوان تلطخ وجهك وتعلق الروائح في راحتيك. تشبيهاته، اقتباساته، طريقته الأخّاذة في الشرح، ولا أستثني قدرة المترجم الرائعة على توصيل هذا الإبداع ووضعه في قالب عربي دون أن يختل.
فلسفة الكاتب رائعة، ففي هذه الرواية يحكي عن اللذة والمتعة والألم إلى جانب الحياة والموت، ويغوص في تلافيف العقل الإنساني ويطرح الأسئلة على الطاولة بكل جرأة. كما يتطرق إلى الصفات الإنسانية كالتعود ويوجِد لها حلولًا.
هذه الرواية باختصار: تساعدك على أن تكبر.