تتكثف جهود المراقبة ضد فيروس "إمبوكس" (جدري القرود) على مستوى العالم، حيث أظهرت التجارب على علاج جديد نتائج مخيبة للآمال ضد المتحور الذي يتسبب في تفشي المرض حاليًا.
ونشرت صحيفة الغارديان تقريرًا للكاتبة كات لاي، قالت فيه إن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها رفع يوم الجمعة تقييمه لمستوى خطر الإصابة بفيروس إمبوكس، المعروف سابقًا باسم جدري القرود، من منخفض إلى متوسط، وجاء هذا القرار بعد أن أبلغت السويد عن أول حالة إصابة بفيروس "كلاد آي بي" خارج أفريقيا.
وأبلغت باكستان أيضًا عن أول حالة إصابة بفيروس إمبوكس، وأعلنت الصين أنها ستبدأ بفحص المسافرين بحثًا عن الفيروس. وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إنه لا توجد حالات إصابة بالفيروس في المملكة المتحدة وإن الخطر يعتبر منخفضًا ولكن يجري الاستعداد لأي حالات في المستقبل.
وقال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومقره ستوكهولم إن المزيد من الحالات الوافدة إلى أوروبا "مرجحة للغاية".
يجب أن نكون مستعدين
ونقلت الكاتبة عن باميلا ريندي واغنر، مديرة المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، قولها في بيان لها إنه "نظرًا للروابط الوثيقة بين أوروبا وأفريقيا، يجب أن نكون مستعدين لمزيد من حالات الإصابة من الفصيلة الأولى".
نظرًا للروابط الوثيقة بين أوروبا وأفريقيا فإن السلطات الصحية الأوروبية تستعد لمزيد من حالات الإصابة (رويترز)
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء الماضي أن زيادة حالات الإصابة بفيروس إمبوكس تُعد حالة طوارئ صحية عامة، وذلك بعد انتشار الحالات من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى البلدان المجاورة.
وأوضحت الكاتبة أن الفيروس له سلالتان رئيسيتان، وقد كانت السلالة الثانية مسؤولة عن التفشي العالمي للفيروس في عام 2022، والذي أصاب بشكل رئيسي الشواذ وثنائيي الجنس. أما الفصيلة الأولى فهي متوطنة في أجزاء من أفريقيا وكان معدل الوفيات فيها أعلى تاريخيًا. ويبدو أن الفصيلة الثانية في شكلها المتحور "آي بي" تنتشر بين الناس بطريقة مستدامة لأول مرة، سواء عبر الاتصال الجنسي وغير الجنسي.
وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 14 ألف حالة إصابة بفيروس الإمبوكس و524 حالة وفاة في أفريقيا حتى الآن هذا العام، وهو ما يتجاوز بالفعل أرقام العام الماضي. معظمها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووفقًا للنتائج التي أعلنتها المعاهد الوطنية الأميركية للصحة يوم الخميس، لم تنجح تجربة عشوائية خاضعة للتحكم الوهمي لعقار تيكوفريمات المضاد للفيروسات في تقليل مدة الإصابة بفيروس إمبوكس بين الأطفال والبالغين المصابين بالفصيلة الأولى من الفيروس في البلاد.
ومع ذلك، كان معدل الوفيات في الدراسة -1.7% من المشاركين البالغ عددهم 597 مشاركًا- أقل من معدل الوفيات الإجمالي البالغ أكثر من 3.6% والذي تم الإبلاغ عنه في أماكن أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية.