لم يكتفِ مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بما ارتكبه جيشه البربري من مذابح وحشية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، خاصة في قطاع غزة، على مدى أكثر من 10 شهور، بل يُمعن في استغلال مفاوضات وقف إطلاق النار لمواصلة المزيد من سفك الدماء البريئة، ليضع الجميع- بمن فيهم الوسطاء- في "متاهة" لا مخرج منها.. فبينما يُسارع وزير الخارجية الأمريكي- في جولة مكوكية عاشرة منذ بدء العدوان الغاشم- لإقناع الاحتلال بوقف إطلاق النار، والضغط على الوسيطين المصري والقطري لحث حركة "حماس" على القبول بالشروط الإسرائيلية، يستغل نتنياهو الوقت لاستكمال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وبالأمس، ارتكبت قوات الاحتلال مذابح جديدة بحق المدنيين في مناطق متعددة بقطاع غزة، واستهدفت أكثر من مدرسة تؤوي نازحين مخلّفة شهداء ومصابين. وقالت مصادر طبية إن 7 أشخاص استشهدوا وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي تؤوي نازحين غربي مدينة غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس الأربعاء ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 40 ألفا و223 شهيدًا، و92 ألفا و981 مصابًا منذ 7 أكتوبر 2023. وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مذابح في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 50 شهيدا و124 مصابا خلال 24 ساعة. وأكدت على أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. ودعت وزارة الصحة المؤسسات الدولية لحماية مستشفى شهداء الأقصى مع اقتراب العمليات العسكرية منه.
وفي الأثناء، شنت قوات الاحتلال غارات على محيط مدرسة أبو نويرة في بلدة عبسان شرقي مدينة خان يونس. وأدان المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لهذه المذابح، مشيرا إلى أن مدرسة صلاح الدين هي عاشر مركز إيواء يقصفه الاحتلال منذ مطلع الشهر الجاري. وقال إن جيش الاحتلال يستبق قصف أي مدرسة ببيانات جاهزة لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن "لدى الجيش الإسرائيلي خطة لتصفية وإبادة الشعب الفلسطيني". وطالب الثوابتة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف استهداف المدنيين في غزة.
من جانبه، قال المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا عدنان أبو حسنة إنه لا مكان آمنا في قطاع غزة، فأين يذهب من كانوا في المدرسة التي قُصفت؟". وأضاف أبو حسنة أن المدارس التابعة للوكالة يُفترض أن تكون محمية وفق القانون الدولي، مشيرا إلى أن غياب المساءلة سابقة خطيرة ويشجع على الاستمرار في ما يتم اقترافه.
ودمّر الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 وحتى السابع من أغسطس 2024 أكثر من 117 مدرسة وجامعة تدميرا كليا، و332 مدرسة وجامعة جزئيا، حسب مركز الإحصاء الفلسطيني. وتحولت المدارس إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين الغزيين، لكن هذا لم يمنعه من استهداف المدارس مرتكبا مذابح بحق النازحين فيها، أبرزها مذبحة مدرسة التابعين
ومن جهة ثانية، أعلنت مصادر طبية استشهاد 13 فلسطينيا وإصابة العشرات إثر غارات وقصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق شرقي خان يونس. كما استشهد 7 أشخاص بينهم طفلان و5 نساء، إثر قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس. واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لدير البلح وسط قطاع غزة، ومنطقة المواصي وبلدة بني سهيلا قرب خان يونس. وفي قصف إسرائيلي على شارع المزرعة في دير البلح استشهدت فتاة ونُقل جثمانها إلى مستشفى شهداء الأقصى، كما استشهد صياد بنيران زوارق جيش الاحتلال قبالة ساحل دير البلح.
وسقط عدد من الشهداء والمصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الزيتون شرق مدينة غزة، كما تم انتشال جثامين 4 أشخاص استشهدوا قبل أيام في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن طائرة "كواد كابتر" ألقت قنبلة على مجموعة من الفلسطينيين في حي الزيتون، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين جرى نقلهما إلى المستشفى المعمداني.
في غضون ذلك، شنت مقاتلات جيش الاحتلال سلسلة غارات استهدفت أراضي زراعية ومباني سكنية في بلدة القرارة شمال شرقي مدينة خان يونس.
واستهدفت الغارات محيط منطقة أصداء التي تؤوي نازحين شمال غربي المدينة. وقد استشهد شاب فلسطيني بنيران قوات الاحتلال قرب مدينة حمد شمال غرب خان يونس.