في الأنظمة الديمقراطية، تلعب الصحافة دورا هاما جدا في منظومة الحكم، حيث تسمى مجازا "السلطة الرابعة"، مع السلطات الثلاث الأخرى: التشريعية والتنفيذية والقضائية.
توماس جيفرسون، الرئيس الثالث لأميركا وأحد أبرز المؤسسين الأوائل قال يوما: "لو خيرت بين حكومة بلا صحافة أو صحافة بلا حكومة، لاخترت الثانية".
مناسبة هذا الحديث هو توجيه لاختيار الأفضل لمنصب رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا) كسلطة ضبط لقطاع الإعلام في موريتانيا .
في كل قطاع يعنى بالضبط يتم الحرص على وضع معايير دقيقة لاختيار من يرأسه باعتباره الموجه الأساسي لبوصلة العمل فيه. يفترض في من يرأس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية مايلي :
- الكفاءة المهنية التي تعني هنا دراسة الإعلام نظريا في معهد أو أكاديمية مختصة والعمل فيه بشكل ميداني بالوطن؛
- النزاهة الأخلاقية والبعد عن الأمور الضيقة؛
- معرفة أخلاقيات المهنة الصحفية واحترامها في مساره الوظيفي؛
- أن يكون محايدا ومعروفا بالبعد عن الخصومات في الحقل الصحفي؛
- أن يكون بعيدا عن ممارسة السياسة والتحزب وغير منخرط في أي نقابة مهنية؛
- أن يكون ملما بمشاكل المهنة وشواغلها؛
--أن يكون بعيدا من التخندق السياسي والإيديولوجي؛
إن اختيار رئيس للسلطة العليا في هذا الظرف الذي تعرف فيه المهنة صعوبات كثيرة، يجب أن يراعي تلك الشروط وأن يعمل الرئيس الجديد على رفع تحديات بالقطاع من أهمها :
- تنقية الحقل الصحفي؛
- تحديد من هو الصحفي؛
- إصلاح القطاع حتى يكون منتجا لمواد إعلامية رصينة تخدم المواطن وتنير الحكومة حول القضايا الملحة والبحث عن حلول لها، ومن أجل أن يكون هنالك إعلام فعال يستطيع الرقابة على العمل الحكومي ويؤدي دوره في معركة الحرب على الفساد .
الإعلام أداة هامة لتكريس الديمقراطية إذا كان يحترم القيم المهنية ويركز على أهداف الإعلام الحقيقي (إخبار، تنوير، ترفيه) ويتحلى بالمصداقية والتنوع في المواد المنتجة .