التعليم العالي في موريتانيا : طفرة في عدد المؤسسات ...وآمال في تكوين أفضل

 

خاص ــ الجديد نيوز/ إعداد: محمد ولد أعمر

أعلنت السلطات افتتاح السنة الدراسية والجامعية يوم 7 أكتوبر الجاري .
السلطات الموريتانية أعلنت في الصيف الماضي قرارها بعدم إسناد أي منحة دراسية في الخارج ماعدا مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
هذا القرار يزيد العبء في مجال التكوين الجيد على مستوى مرحلة التعليم العالي؛ حيث يجب أن يكون التكوين بمستوى جيد كما كان يحصل عليه عدد معتبر من الطلبة الذين كان يتم منحهم  من مرحلة ما بعد الباكلوريا  إلى الخارج للدراسة .
التعليم العالي في موريتانيا عرف طفرة كبيرة في المؤسسات والتخصصات ولكن في المقابل مازال الحديث يدور عن ضعف المخرجات بين صفوف الخريجين مع ضعف نسبة الولوج لسوق الشغل   
في العرض التالي التعليم العالي في موريتانيا : الواقع والأفاق .


طفرة كبيرة في المؤسسات ..


تتكون البنية التحتية  للتعليم العالي بموريتانيا  من جامعتين هما جامعة نواكشوط العصرية وجامعة العلوم الإسلامية بلعيون، ومن مدرستين: المدرسة العليا للتعليم والمدرسة العليا متعددة التقنيات، وعدة معاهد عليا: المعهد العالي للدراسات التقنية بروصو، المعهد العالي للمحاسبة وإدارة المؤسسات، المعهد العالي المهني، المعهد العالي المهني للغات والترجمة والترجمة الفورية، المعهد العالي للغة الإنجليزية، الأكاديمية البحرية.
وهنالك مؤسسات أخرى كمعهد مهن المعادن بزويرات والمعهد العالي لمهن الطاقة.

 وتسعى الدولة إلى تنويع العرض وربطه بسوق الشغل حيث ظلت البلاد ولعقود تشكو من عدم مواءمة التخصصات مع معظم طلبات سوق الشغل مما تسبب في رفع نسبة البطالة بين الخريجين.


مركب  جامعي جديد..ولكن؟


اكتمل بناء مركب جامعي جديد شمال العاصمة نواكشوط على طريق المطار الجديد "أم التونسي" وتم تدشينه من طرف الرئيس في 27 دجمبر2023 

يضم هذا المركب أربع كليات مجهزة مكتبيا وتكنلوجيا، تستوعب 11 ألف طالب، وهو ما يرفع القدرة الاستيعابية لجامعة نواكشوط من 14 ألف إلى 25 ألف طالب.
كما توجد به 4 مدرجات و81 مكتبا و80 فصلا دراسيا، مخصصة لكلية العلوم القانونية، و38 مختبرا و10 مدرجات و80 فصلا دراسيا، مخصصة لكلية العلوم والتقنيات، و11 مختبرا لغويا و73 مكتبا و35 فصلا دراسيا، مخصصة لكلية الآداب، ومدرجان و3 مكاتب و14 فصلا دراسيا، مخصصة لكلية الطب.
من المشاكل المطروحة هي بعد المركب عن العاصمة وصعوبة التنقل إليه للطلبة والإداريين والأساتذة  على حد سواء ، ووجوده في قفر حيث لايمكن إيجاد مسكن للإيجار للطلبة ولا لذويهم أو للعاملين بالمركب، ناهيك عن صعوبة توفر النقل العادي إليه وضعف خدمات النقل الجامعي، كما تغيب خدمات هامة أخرى كالطب الجامعي  .
 

إحصاءات هامة

 
بحسب الدليل الإحصائي السنوي 2018 ـ 2019 الذي أعدته وزارة التعليم العالي فإن: 22469 طالبا موريتانيا و210 من الطلاب الأجانب مسجلون في هذه المؤسسات، أي حوالي 97% من مجموع الطلاب، يؤطرهم 764 مدرسا دائما وحوالي 450 مدرسا متعاونا وتستوعب جامعة نواكشوط العصرية لوحدها حوالي 70% من مجموع الطلاب. بحسب الوزير تبلغ طاقة الاستيعاب حاليا 34 ألف طالب.
وتشير بعض المعلومات إلى أن عدد أساتذة التعليم العالي يبلغون حاليا 900 معظمهم من المتعاونين .
وقد تم توجيه أكثر من 16000 ألف طالب هذه السنة لمؤسسات التعليم العالي .
متوسط المدة للحصول على عمل بعد التخرج هو 4 سنوات
يبلغ عدد العمال الإداريين المسيرين بالقطاع   1350


تحديات كثيرة..وآفاق واعدة 


مع تنامي نسبة النجاح في الباكلوريا يطرح استقبال الطلبة الجدد تحديا كبيرا في ظل محدودية المرافق الجامعية الجديدة،  ناهيك عن أن نسبة 1% من الطلبة المتفقوين التي كانت هي الأخرى تمنح للخارج باتت لزاما على مؤسسات التعليم العالي .
لايحسن أن يكون هناك اكتظاظ في المؤسسات الأكاديمية وهنالك مشكلة أخرى تتعلق بتأخر تنفيذ برنامج " ليصانص – ماستر- دكتوراه" الذي انطلق في 2008 ولكن نقص الطاقم البشري وغيره من الأمور الضرورية أعاق تنفيذه بالشكل المطلوب.
تحسين جودة مخرجات التعليم العالي ومواكبته لسوق الشغل المحلية تطرح تحديا كبيرا ، بالإضافة لضرورة التركيز على التدريبات واكتساب الخبرات الميدانية  والنزول للواقع التطبيقي هذه كلها أمور يجب إدراجها في التكوين بمؤسسات التعليم العالي بشكل جدي وفعال.
الآفاق الواعدة هنا هي أنه مع الطفرة المتعلقة بالغاز ستكون هنالك فرص لتخصصات كثيرة مرتبطة بالطاقة ، كم ستوفر عائدات الثروة الجديدة أموالا طائلة لتحسن واقع التعليم العالي وبناء مؤسسات جديدة وتحسين ظروف المؤسسات والتخصصات الموجودة، كما أن تنامي عدد المتجهين لإكمال دراساتهم في مراحل الماجستير والدكتوراه من شأنه أن يفتح الباب أمام نهضة علمية كبيرة ويفتح المجال أمام بحث علمي جدي يمكن من الاستفادة من الباحثين الوطنيين ويمد التعليم العالي  بأطر ويضخ فيه دماء جديدة تساهم في عصرنته وخلق تخصصات علمية أكثر تخدم واقع البلد وتساهم في نهضته .