قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الجيش الأمريكي سارع إلى نشر نظامه المتقدم المضاد للصواريخ في إسرائيل، مضيفاً أنه «في مواقعه الآن».
ورفض أوستن ذكر ما إذا كان نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) جاهزاً للعمل، لكنه قال: «لدينا القدرة على تشغيله بسرعة كبيرة ونحن نسير على نفس النهج الذي نطمح إليه».
وكان البنتاغون أعلن الأربعاء الماضي، أن وزير الدفاع لويد جيه أوستن أذن خلال عطلة نهاية الأسبوع بنشر بطارية صواريخ دفاعية عالية الارتفاع أو ثاد THAAD وطاقمها العسكري الأميركي المرتبط بها في إسرائيل.
وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ لوسائل الإعلام إن نظام ثاد سيستخدم لتعزيز قدرات الدفاع الصاروخي لإسرائيل في أعقاب الهجمات الإيرانية التي استهدفت إسرائيل في 13 أبريل/ نيسان و1 أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام.
وفي وقت سابق كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن إسرائيل تواجه نقصًا وشيكًا في الصواريخ الاعتراضية بينما تعمل على تعزيز الدفاعات الجوية لحماية البلاد من هجمات إيران ووكلائها، وذلك وفقا لمسؤولين تنفيذيين في الصناعة ومسؤولين عسكريين سابقين ومحللين.
وتسابق الولايات المتحدة الزمن للمساعدة في سد الثغرات في الدرع الواقي لإسرائيل، حيث أعلنت عن نشر بطارية مضادة للصواريخ من طراز «ثاد»، قبل ضربة انتقامية متوقعة من إسرائيل على إيران، والتي تهدد بمزيد من التصعيد الإقليمي.
منظومة «ثاد»
منظومة «ثاد» الأميركية (THAAD) هي اختصار لـ«Terminal High Altitude Area Defense»، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض-جو، تستخدمها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها.
ويعمل نظام «ثاد»، الملقب بـ«صائد الصواريخ الباليستية»، في منطقة دفاع، حيث يمكنه اعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي.
وبحسب تقرير قديم لصحيفة وول ستريت جورنال في العام 2013، فإن تكلفة نظام «ثاد» تقدر بنحو 800 مليون دولار لكل بطارية، فيما قال مسؤولون دفاعيون إن تكلفة كل صاروخ يتم إطلاقه تبلغ نحو مليون دولار.
وأضافت الصحيفة الأميركية أنه بالرغم من التكلفة الباهظة التي تتكبدها الدولة من جراء استخدام هذه المنظومة، إلا أن اعتراض الصاروخ المعادي يمكن أن ينقذ أرواحا ويمنع أضرارا قد تصل إلى ملايين الدولارات.
نظام رادار متقدم
وبالإضافة إلى منصة الإطلاق المثبتة على شاحنة والصواريخ الاعتراضية، يتضمن نظام «ثاد» نظام رادار متقدم من طراز «TPY-2» من إنتاج شركة رايثيون، والذي يجب تثبيته فوق الأرض وحمايته من الهجوم.
ومن الصعب نشر النظام، ولا يمكن تحريكه بسهولة، لأسباب سياسية واقتصادية.
وبالرغم من أن نظام «ثاد» مصمم لمواجهة الصواريخ متوسطة المدى، فقد تم اختباره في الغالب ضد الأسلحة قصيرة المدى، ولم يتم اختباره بالكامل ضد الصواريخ متوسطة المدى، وفقًا للخبراء.
وبحسب وول ستريت جورنال، قال ريكي إليسون، رئيس تحالف الدفاع الصاروخي الذي يروج لمثل هذه الأنظمة، إن نظام ثاد سوف يملأ الفجوة بين نظام الدفاع الصاروخي باتريوت، الذي يركز على الصواريخ قصيرة المدى، ونظام إيجيس البحري، للصواريخ متوسطة المدى والأطول.
وقال إليسون: «إن هذا النظام قادر على التصدي للصواريخ الموجهة المتعددة التي تنطلق نحوه أكثر من أي نظام آخر» مشددا على أنه «أفضل نظام لدينا».
تطوير منظومة «ثاد»
بحسب هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، بدأ تطوير منظومة «ثاد» عام 1992 على يد شركة «لوكهيد مارتن» وشركات أخرى، ودخل مرحلة الإنتاج التجريبي عام 2000، وتم تصنيع أول 16 صاروخًا تجريبيا عام 2004.
ثم بحلول عام 2006، خضعت منظومة «ثاد» للاختبارات، وتمكنت عام 2007 من اعتراض صاروخ في مرحلته النهائية داخل وخارج الغلاف الجوي.
كيف تعمل منظومة ثاد؟
عند إطلاق صاروخ معادٍ، يكتشف رادار «ثاد» الإطلاق، ويرسل المعلومات إلى مركز القيادة والتحكم، الذي يوجه بدوره بإطلاق صاروخ اعتراضي لتدمير الهدف.
وحققت منظومة «ثاد» معدل نجاح 100% في الاختبارات، حيث سجلت 16 اعتراضًا ناجحًا من أصل 16 محاولة.