أحمدو سيد محمد الكصري
مقال السيد محمد الراظي بن صدفن المنشور في موقع موريتانيا الآن، الذي يعرض رؤية متكاملة للتنمية المستدامة في القارة الإفريقية في ظل التحديات الراهنة يُعدّ إسهامًا قيّمًا في النقاش حول مستقبل القارة. يمكننا أن نتوسع في هذا الموضوع بإضافة نقاط تفصيلية تُعزز محتواه وتُثري النقاش.
1. مفهوم التنمية المستدامة : أبعاد أعمق
التنمية المستدامة ليست مجرد تحسين في ظروف المعيشة أو تطوير وسائل الإنتاج، بل تتطلب رؤية شاملة تشمل المساواة الاجتماعية، تمكين الفئات الهشة، وضمان العدالة البيئية، التركيز على تعزيز دور المرأة والشباب في التنمية وتوفير فرص عمل مستدامة يضمن تحقيق أهداف بعيدة المدى.
2. التحديات الهيكلية : نظرة أوسع
المديونية : معالجة المديونية لا تقتصر على الإعفاء منها، بل تتطلب إصلاحًا جذريًا لنظام الإقراض الدولي ليصبح أكثر عدلاً وشفافية، مع وضع آليات تُحفّز الاستثمار في البنية التحتية والتنمية البشرية بدلًا من الإنفاق الاستهلاكي.
البنية التحتية : تطوير البنية التحتية يجب أن يشمل الطاقة المتجددة، المواصلات، والتقنيات الرقمية، مما يخلق بيئة مناسبة للنمو الاقتصادي وتعزيز الربط بين الدول الإفريقية.
التعليم والتكنولوجيا : ينبغي التركيز على تعزيز التعليم التقني والمهني وربطه بسوق العمل المحلي والإقليمي. التحول الرقمي للقارة هو مفتاح تطوير القطاعات الإنتاجية.
3. الهجرة كفرصة وليست تحديًا
الهجرة الأفريقية لا يجب أن تُرى كتهديد بل كفرصة لبناء اقتصاد قائم على المهارات المكتسبة، السياسات التي تشجع المغتربين على الاستثمار في بلدانهم الأصلية، من خلال حوافز ضريبية ومشاريع تنموية، يمكن أن تحوّل الهجرة إلى عامل إيجابي.
4. الحكامة الرشيدة: المحرك الأساسي للتنمية
الحكامة الرشيدة تُعدّ حجر الزاوية في أي خطة تنموية، يتطلب ذلك تعزيز مؤسسات الدولة، محاربة الفساد، وضمان مشاركة المجتمع المدني في صنع القرار، كما أن تبني الشفافية والمساءلة في إدارة المشاريع التنموية سيعزز الثقة بين الحكومات والمواطنين.
5. رؤية رئيس الجمهورية : خارطة طريق نحو الشراكة
خطاب فخامة رئيس الجمهورية يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات والفرص في القارة الإفريقية، الدعوة لإعادة صياغة العلاقات الدولية، خصوصًا مع دول مثل مجموعة بريكس (هي منظمة حكومية دولية من تسع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وإيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة)، تأتي في وقت حاسم حيث تحتاج إفريقيا إلى شراكات مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
المطالبة بتعزيز التمويلات وإصلاح النظام المالي الدولي تُظهر التزامًا بإيجاد حلول ملموسة وفعّالة، مما يمهد الطريق لنمو شامل ومستدام.
6. السلم المستديم : ركيزة للتنمية
لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون وجود سلام دائم مبني على احترام القانون الدولي والسيادة الوطنية، مكافحة النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية تتطلب تعزيز الحوار السياسي والاعتماد على حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية.
7. مقترحات عملية لدفع عجلة التنمية
إنشاء صندوق إفريقي خاص بالبنية التحتية والتعليم التقني، يتم تمويله من الشراكات الدولية والإقليمية.
إطلاق برامج تدريبية تُركز على القطاعات الزراعية والصناعية الحديثة، مما يضمن تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات.
اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تطوير القطاعات الإنتاجية وتعزيز الكفاءة.
المقال يُبرز بوضوح الحاجة إلى نظرة إفريقية مشتركة تُركز على استغلال الفرص المتاحة رغم التحديات، الالتزام بتنمية القارة وفق رؤية شاملة ومتجددة يفتح آفاقًا واسعة لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.