أوصى تقرير أطلقته اليوم الثلاثاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” تحت عنوان “من يرقة إلى فراشة ” يتناول موضوع تعزيز التحول الرقمي ضمن أنظمة التعليم في المنطقة المغاربية، بدمج التحول الرقمي في حوكمة التعليم واعتباره محورا استراتيجيا.
وأفاد مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في المغرب العربي إريك فالت، خلال ندوة عقدت بمقر المركز الدولي لتكوين المكونين و التجديد البيداغوجي بتونس، أن هذا التقرير الذي تم إعداده بالتعاون مع وزارات التربية في كل من تونس و الجزائر و ليبيا و المغرب و موريتانيا، يتضمن مجموعة من الممارسات الجيدة والتوصيات الاستراتيجية لتعزيز التحول الرقمي في المنطقة المغاربية وتوجيه السياسات العامة والاستثمارات وتسهيل الشراكات في هذا الإتجاه
ولفت إلى أن التقرير يشدد على ضرورة تحديد رؤية استراتيجية شاملة ومدروسة للدمج التكنولوجي في التعليم و التربية والعمل، على تجاوز الفجوات المتعلقة بالنفاذ إلى الإنترنت بين المناطق الريفية والحضرية لا سيما بين السكان المعزولين والمجموعات الأكثر تهميشا.
و أبرز ايريك فالت أن التقرير دعا إلى تخصيص الاستثمارات اللازمة وزيادة الميزانيات العامة المخصصة للتحول الرقمي في مجال التعليم، من أجل تحديث البنية التحتية الرقمية في مجال التعليم مع الإعتماد على حلول مبتكرة في هذا الصدد، على غرار بعث مراكز رقمية مشتركة أو مختبرات تعلم متنقلة كما أوصى بخصوص مصادر التمويل المخصصة لدعم هذا التحول بالعمل على استكشاف مصادر أخرى مثل بعث صناديق الوكالات التنموية و عقد شراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف أن هذا التقرير يدعو إلى زيادة فرص تطوير المهارات الرقمية لفائدة الفتيات والنساء، وتعزيز مساراتهن المهنية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات منذ المراحل الأولى بهدف تقليل الفجوات بين الجنسين الى جانب اعتماد أطر تنظيمية واضحة للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم، مع تدريب المعلمين على أدوات الذكاء الاصطناعي. وقال مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في المغرب العربي “ان الطريق نحو التحول الرقمي قد يبدو طويلا ووعرا لكن النتيجة المرجوة وهي استخدام مدروس و متاح و شامل وميسر للتقنيات الرقمية من أجل تعليم عالي الجودة، يستحق بالتأكيد كل هذه الجهود”.