ظاهرة سيئة ...وضياع للحقوق !! ــ رأي الجديد نيوز

 

ظاهرة سيئة وغريبة كنا نظنها اختفت منذ وقت ولكن يبدو أنها عادت وبقوة؛ تتمثل هذه الظاهرة في سفر جلّ موظفي الدولة لاستقبال الرئيس خلال جولاته الداخلية .

 

طبعا الرئيس يحق له السفر للداخل مع وفد معني بتدشين مشاريع أو للاطلاع على حال السكان أو وضعية معينة باعتباره "راعيا ومسؤولا عن رعيته " ولكن أن تعطل مصالح الناس بدون سبب فهذا شطط لا مبرر له .

 

إن على السلطات العليا في البلد أن تصدر قرارات حاسمة في هذا الشأن وتحصر وفود الرئيس أيضا على من يعنيهم موضوع السفر من مشاريع وتدشينات صونا للمال للعام وحرصا على أن تؤدى مصالح الناس ولا تتعطل.

 

ما شاهدناه من استقبالات للرئيس داخليا كان في مقدمته جماعة من بطانته وأغلبيته، طبعا الرئيس عندما يزور المواطنين في أي مكان حري به أن يتواصل معهم مباشرة؛ وإلا فكيف يعرضون عليه مشاكلهم عند الزيارة وهو لا يلتقي بهم وبطانته تحجبه  في العاصمة وفي الداخل.

 

إن الزيارات الداخلية للرئيس مطلوبة ولكن يجب أن يوضع لها برنامج يكون هدفه لقاء المواطنين في المكان المزور والاستماع لهم والتعرف على مشاكلهم وليس زيارات يبقى الرئيس فيها محاطا بحاشيته ويصعب إن لم يكن من المستحيل على المواطن العادي لقاؤه وطرح مشاكله .

 

كثيرا ما زار الرؤساء ولايات الداخل .. ولكن العاصمة نواكشوط التي أصبحت إداريا 3 ولايات لم تحظ بأي  زيارة منها  خاصة من الرئيس ولقاء المواطنين والاطلاع على مشاكلهم بدون حجاب .

 

إن الرئيس "راع ومسؤول عن رعيته " وعليه أن يسعى للقاء المواطنين والتعرف على مشاكلهم في طول البلاد وعرضها، لكن ذلك لا يجب أن يكون مطية يركبها المسؤولون للتعلل بزيارته لمكان معين وتعطيل مصالح المواطنين .

 

ختاما.. زيارات الرئيس وتدشينه للمشاريع مهم جدا، ولكن الأهم منه هو أن لا تتعطل مصالح المواطنين بحجج واهية من طرف شخص جعل البحث عن النزهة والتقرب من حاشية الرئيس سبيلا له .

من المسؤول؟ زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"