مستحيلات العرب..ونسخة نواكشوط ــ رأي الجديد نيوز

 

تقول العرب :" المستحيلات ثلاث: الغول والعنقاء والخل الوفي"
و لوكانت نواكشوط موجودة في زمان ضرب  فيه هذا المثل لأضافوا إلى تلك المستحيلات "استمرار خدمات المياه والكهرباء دون انقطاع في نواكشوط"

 

من المعيب جدا أن عاصمة بحجم نواكشوط مساحة وسكانا، وعمرها تجاوز السابعة والستين ، مع أهميتها السيادية؛ ما تزال أغلبية الإدارت والمراكز الحساسة في قلبها تعاني انقطاع الماء والكهرباء؛   حتى اضطر كثير من المجمعات التجارية والسكنية الخاصة والفنادق لاقتناء مولدات كهربائية وبراميل وقناني وبرك للماء لأنها مدينة لاتضمن استمرار هذه الخدمات بشكل  طبيعيى .

 

من الطريف هنا أن بعض الضيوف القادمين من الداخل عندما تنقطع هذه الخدمات هنا، يتندرون بذلك ويقولون :"غريب نحن في القرى النائية والأرياف هذه الخدمات عندنا لا تشهد الانقطاع إلا نادرا "


لايستطيع أيّا كان أن يتنبأ بموعد منتظم لانقطاع هذه الخدمات الذي يتم بشكل عشوائي، وفي كثيرمن الأحيان في أوقات حرجة كالليل مع أهمية الإنارة للأمن، وفي الصباح الباكر، والطلبة والعمال والموظفون يستعدون للذهاب   ويحتاجون للكهرباء والماء لتجهيز أنفسهم قبل بدء يوم جديد؛ وفي أوقات أخرى كثيرة بما فيها عطلة نهاية الأسبوع.

 

طبيعي جدا أن تخلف هذه الظاهرة المشينة  تذمرا كبيرا لدى المواطنين بالعاصمة، فمع استحالة الحياة دون الماء تنجم عن انقطاع الكهرباء العشوائي خسائر كثيرة في المعدات والتجهيزت المنزلية ولدى أصحاب التجارة خاصة المواد الغذائية، كما تتسبب في تلف مؤونة بعض الأسر وفساد بعض الأدوية التي تحفظ في الثلاجة، ناهيك عن تعطيل أعمال المواطنين في الإدارات والورشات والمصانع وغيرها .

 

ختاما: خدمتا الماء والكهرباء عصب الحياة، ويجب توفيرهما على مدار الساعة وآن للسلطات المعنية أن تتخلى عن سياسةالنعامة في هذا المجال فلم تعد رمال الزيف قادرة على إخفاء رأسها.. والتصريحات الجوفاء لاتوفر كهرباء ولا تسقي عطشانا.


من لمسؤول؟ زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"