للمرة الأولى.. أميركا ترسل مهاجرين غير شرعيين إلى غوانتانامو

تنطلق مساء اليوم الثلاثاء أول رحلة من الولايات المتحدة إلى خليج غوانتانامو تحمل مهاجرين غير شرعيين جرى اعتقالهم من قبل.

وأفاد مسؤولون أميركيون لشبكة سي بي إس نيوز، بأن الإدارة الأميركية تتحرك بسرعة لتنفيذ أمر الرئيس دونالد ترمب بتحويل المرافق في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية إلى مركز احتجاز مهاجرين غير شرعيين واسع النطاق.

كما أعلن البيت الأبيض أنّ أولى عمليات ترحيل مهاجرين معتقلين جوا إلى قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا هي «قيد التنفيذ»، الثلاثاء، مع تصدّي إدارة الرئيس دونالد ترمب للهجرة غير النظامية.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولين ليفيت عبر قناة فوكس «اليوم، انطلقت أولى الرحلات من الولايات المتحدة إلى خليج غوانتانامو وعلى متنها مهاجرون غير نظاميين».

وفي الساعات الأولى من ولايته الثانية، أطلق ترمب حملة واسعة ضد الهجرة غير النظامية، كما أعلن قبل نحو أسبوع مشروعا لنقل ثلاثين ألف مهاجر إلى قاعدة غوانتانامو التي عرفت بسجنها العسكري بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001.

توسيع الاحتجاز

وأصدر ترمب تعليماته، الأسبوع الماضي، لإدارته بتوسيع مساحة الاحتجاز بشكل كبير داخل القاعدة البحرية لاحتجاز ما يصل إلى 30 ألف مهاجر غير شرعي ولديهم سجلات جنائية.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن المهاجرين الذين سيرسلون إلى القاعدة البحرية سيكونون مهاجرين غير شرعيين اعتقلوا من قبل وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، وهي الوكالة التي تقع في قلب تعهد الرئيس بالإشراف على أكبر جهود الترحيل في تاريخ أميركا.

وكثفت الوكالة عمليات الهجرة في جميع أنحاء البلاد في عهد ترمب، حيث بلغ متوسط ​​الاعتقالات اليومية نحو 1000 حالة في الأسبوع الماضي، ارتفاعًا من متوسط ​​312 حالة في العام الأخير للرئيس السابق جو بايدن في منصبه.

واعتبر وزير الدفاع الجديد بيت هيغسيث الإثنين أنّ سجن غوانتانامو الذي لا يزال يضم 15 معتقلا هو «المكان الأمثل» للمهاجرين غير النظاميين.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن إحدى الرحلات الجوية المتجهة من فورت بليس إلى غوانتانامو تحمل على متنها نحو اثني عشر مهاجرا، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، كان هناك نقاش داخل الإدارة الأميركية بشأن ما إذا كانت وزارة الدفاع أو وزارة الأمن الداخلي ستتمتع بالحضانة القانونية والجسدية للمحتجزين المهاجرين، وما نوع الحقوق القانونية التي سيكون لديهم.

مذكرة ترمب

ويوم الأربعاء الماضي، وقّع ترمب، مذكرة يوجه فيها الحكومة الفيدرالية بإعداد المعتقل في خليج غوانتانامو بكوبا، لإيواء عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين.

وقال ترمب من البيت الأبيض «معظم الناس لا يعرفون حتى عن ذلك، لدينا 30 ألف سرير في غوانتانامو لاحتجاز مهاجرين غير شرعيين يهددون الشعب الأميركي، وهذا من شأنه أن يضاعف قدرتنا على الفور».

وتابع إن «التوقيعات تقربنا خطوة واحدة من القضاء على آفة جرائم المهاجرين في مجتمعاتنا مرة واحدة وإلى الأبد»، حسب قوله.

قاعدة غوانتانامو

وكانت قاعدة غوانتانامو على مدى عقود، تضم منشأة تُعرف باسم مركز عمليات المهاجرين، حيث كان مسؤولو الهجرة الأميركيون يفحصون بعض طالبي اللجوء الذين يتم اعتراضهم في البحر.

وهذه المنطقة منفصلة عن مركز الاحتجاز في خليج غوانتانامو، وهو السجن العسكري الذي أُقيم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، حيث ما زالت الولايات المتحدة تحتجز أكثر من اثني عشر مشتبها في «تورطهم في الإرهاب».

وفتح السجن العسكري في غوانتانامو أبوابه على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا في يناير/كانون الثاني 2002 بعد أربعة أشهر من هجمات 11 سبتمبر/أيلول في عهد جورج بوش الابن.

وبات هذا السجن بالنسبة إلى العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان رمزا للتعسف تحت شعار مكافحة الإرهاب، بسبب ظروف الاعتقال المزرية والتي بلغت حدّ التعذيب.

وسعى الرئيسان الديمقراطيان باراك أوباما وجو بايدن إلى إغلاق السجن من دون أن ينجحا.

وضمّ السجن نحو 800 معتقل مدى أكثر من عشرين عاما، وبلغ هذا العدد ذروته العام 2003 مع 680 معتقلا.

ويتم إيواء عدد صغير نسبيًا من المهاجرين في مرافق تشبه الثكنات في أثناء خضوعهم لمقابلات مع مسؤولي اللجوء.

ويُحال طالبو اللجوء الذين اجتازوا تلك المقابلات الأولية لإعادة التوطين في دول ثالثة مثل أستراليا وكندا.

ولطالما كانت الولايات المتحدة تتبنى سياسة عدم السماح لأولئك الذين يتم القبض عليهم في البحر بالسعي إلى اللجوء في الولايات المتحدة من أجل ردع الهجرة البح