يقول ضيفنا في هذه المقابلة : "أحارب بجيش من الصابرين المؤمنين، وأحمل في يدي سيفا صقيلا".
إنه أحد فطاحلة "الجيل الثالث" في الساحة الثقافية، مؤمن بالفن ومجاهد في ساحة شرف الدراما والإنتاج المسرحي والتلفزيوني.
صبر وصابر من أيام الجمعيات الثقافية، وشظف الوسائل، وغياب الاهتمام العام بالفن الراقي، المهذب للشعوب في العالم ،ويعتبر الواجهة الأولى للمثقفين والجمهور بشكل عام .
ضيفنا يدرك أن مجاله يعيش حالة ميوعة كبيرة، حتى أنه ليخيل إليه أحيانا أن المسؤولين في قطاع الثقافة تخدمهم الفوضى المنتشرة فيه.
وقد صف معهد الفنون بأنه "ميت سريريا" .
يمتلك ضيفنا علاقات واسعة ومحترمة في المجال، كمنتج وممثل ومخرج ويتكئ صحبة فريقه على تاريخ مشهود من المهنية .
يرى أنه مجبر على إنتاج ما يحترم عقل المشاهد فـ "التغذية البصرية" للجمهور مكنته من فهم دقيق للعمل الدارمي ، وأصبح يميز بين الغثّ والسمين "
ضيفنا في هذه المقابلة الفاعل الثقافي والممثل المسرحي بونه ولد أميده.
الجديد نيوز: حل شهر رمضان الكريم ضيفا علينا، هل من نظرة على الأعمال الدرامية المحلية المبرمجة فيه ؟
شكرا لـ"لجديد نيوز" على الثقة، وشكرا لتخصيصكم وقتا للحديث عن مساري في مجال الإنتاج التلفزيوني، بخصوص سؤالكم الأول المتعلق بنظرة على الأعمال الرمضانية المحلية المقدمة لهذا العام.
رمضان لهذه السنة، يقدم مجموعة من التجارب المختلفة باختلاف أصحابها، مجموعة من التجارب التي يتكئ أصحابها على تاريخ مشهود في مهنة الإنتاج التلفزيوني، من الذين يقدمون أحد هذه الأعمال إن لم يكن أكثرها توفيقا، وضخامة بالمعنى الفني والمهني ـأيضاـ حتى لا أظلم المشاركين معي، أقدم هذه السنة تجربة مسلسل "الحكاية" وهو عمل تلفزيوني من ثلاثين حلقة كتب قصته الكاتب المعروف "الربيع ولد إدوم" ويتولى إخراجه محمد المصطفى ولد البان.
أنا أحد أبطال هذا العمل، وأيضا صاحب الشركة التي تتولى الإنتاج التمثيلي.
يصور العمل في عدد من الولايات الداخلية، وبمشاركة عدد من الأوجه الجديدة، وممثلين من الصف الأول، يشارك في التجربة أيضا فريق فني من أكثر الناس خبرة وتمكنا، بالإضافة أيضا إلى عدد من الأعمال الأخرى، التي يشارك فيها زملائي وهي أعمال بعضها لتلفزيون "الموريتانية " وبعضها الآخر لقنوات خاصة كـ"قناة الأسرة وبعض المنصات الرقمية" التي بات بعضها يختص في مجال الإنتاج التلفزيوني.
هذه باختصار هي أغلب الأعمال التي تم إنتاجها لهذه السنة، وحتى يطلع قراؤكم على حقيقة المشاركين وإن اختلفت المواضيع فإن هذه الأعمال تنقسم بين أعمال كوميدية وأخرى في مجال اتراجيديا، الأعمال بصفة عامة يتنافس أصحابها لتقديم منتج مختلف، كما قلت في بداية مداخلتي هذه، يتكئ أصحابها في الإنتاج على تاريخ مشهود في المهنة وعلى مكانة معينية وصلها الإنتاج التلفزيوني في موريتانيا لم يعد مقبولا التراجع عنها .
المنتجون أمام خيارين لا ثالث لهما: أمام خيار المواصلة في هذا المستوى الفني، أو اختيار ترك الساحة لمن باستطاعتهم المحافظة على هذا المستوى الذي وصل إليه الإنتاج التلفزيوني.
الجديد نيوز: يعتبر رمضان شهر الفرجة على الدراما الموريتانية، بدلا من المسلسلات الخارجية، لماذا حصل هذا في نظركم بعد سنوات من المحاولات المتعثرة؟
جوابا على سؤالكم الذي اعتبرتم فيه هذا الموسم هو المفضل لمتابعة الدراما المحلية أو هو الذي يبلغ فيه الإنتاج التلفزيوني ذروته، هذه حقيقة لا نستطيع إلا أن نؤكدها كمشتغلين في المجال.
جل التلفزيونات والمنصات والمستهلكين لهذا الإنتاج الذي نقدمه لا يتعاملون مع شركات الإنتاج إلا في الموسم الرمضاني، وهو ما يؤثر سلبا علينا، ومع ذلك نحترم لهؤلاء قراراتهم، لكننا نقولها جازمين إن من يريد التأسيس لساحة إنتاجية محترمة، عليه أن ينتج في كل المواسم وأن لا ينتظر رمضان دون غيره.
نفهم إكراهات ذلك وغياب الرعاة الرسميين ورأس المال، لكننا بالمقابل نعتقد أن المستقبل واعد للإنتاج التلفزيوني
الجديد نيوز: تم تأسيس معهد وطني للفنون، هل ساهم في التكوين بمجال الدراما؟
أسس هذا المعهد بعد عدد كبير من المطالب، التي عبر عنها المشتغلون في مجال المسرح والسينما والموسيقى والفن التشكيلي.
وتم تعيين إدارته وموظفيه، لكن هذا المعهد منذ إنشائه لم يستطع الوصول إلى أهدافه المرجوة والتي أسس من أجلها.
يقول عدد من العاملين فيه؛ إن مرد ذلك يعود إلى غياب استراتيجية واضحة من طرف القطاع الوصي ليلعب هذا المعهد الدور المنوط به.
يعيش هذا المعهد على امتداد السنوات الماضية موتا سريريا ، الحديث عن قيامه بالتكوين في مجال الدراما طلب المستحيل، لأن المعهد لم يكون في المهن التي أسس من أجلها، فكيف يمكن أن يكون في مجال آخر لا يدخل ضمن العناوين الكبيرة لأنشطته.
نطمح كما يطمح العاملون في هذا المعهد إلى أن يتم البحث في الأسباب الكامنة وراء عدم نجاح هذا المعهد في الوصول إلى أهدافه؛ معرفة تلك الأسباب والبحث لها عن حلول ناجعة، تمكن المعهد من لعب الدور المنوط به والتحول من مؤسسة ميتة إلى مؤسسة للجمال والدهشة.
الجديد نيوز: يعيش واقع الدراما في موريتانيا فوضى كبيرة لا تخطئها العين؛ ما هي أسباب ذلك حسب وجهة نظرك؟
السبب الأول في الفوضى التي يعيشها الإنتاج عائد إلى غياب التمهين ووضع معايير واضحة المعالم تحدد الفاعلين والمنتجين الحقيقيين من الجراد المنتشر في هذا المجال، دون أن يكون لأي منه تاريخ مشهود في المهنة أو دون أن يقدم أي عمل يمكن أن يعتد به أو يشار إليه.
يمارس عدد كبير من الجهل والهمل والسذج العمل في هذا المجال دون ضوابط واضحة.
أعتذر عن هذه المصطلحات لكنني بالمقابل أعتقد أنها التوصيف الحقيقي لما يعيشه مجالنا من فوضى عارمة.
يوجد منتجون لهم تاريخ مشهود في هذه المهنة، يوجد منتجون شرفاء، يوجد منتجون استنفدوا وقتهم الثمين وبنات أفكارهم وأبلوا البلاء الحسن في هذا المجال؛ لكن وجود عدد هائل من المشوشين ـ أيضا ـ وهذا هو التوصيف الحقيقي دون أن يتخلل القطاع الوصي لتنظيم هذا المجال، أثر سلبا على تجربة الإنتاج الدرامي في هذا البلد، حتى يمكننا الحديث عن إنتاج واضح..يجب أن نعتمد المهنية ومعايير وضوابط جلية تضع حدا بين الغثاء وما ينفع الناس.
تملك الدولة أسلحة واضحة وتملك القدرة الفائقة على تفكيك هذه الشبكات الكثيرة التي تعمل في هذا المجال لإفساده، لكن الإرادة غائبة.
نتمنى من القطاع الذي يقوده أحد الفاعلين ورجال الثقافة المشهود لهم بالمعرفة والنزاهة أن يعيدوا هذا المجال سيرته الأولى ويتم تنظيمه وضبطه وأن يمكن للفاعلين الحقيقيين فيه وأن يقفوا بالمرصاد للمفسدين والمنتحلين.
الجديد نيوز: إنتاج المحتوى الدرامي يحتاج تمويلا كبيرا ومختصين في التمثيل والنواحي الفنية.
هل نمتلك مثل هذه المقومات في موريتانيا؟
نحن نمتلك المقومات الحقيقية التي تمكننا من إنتاج أعمال تلفزيونية وفق المعايير والضوابط المهنية، وبشكل محترم.
ساحتنا تحتاج لشيء من التنظيم وكثير من التمهين، والمحافظة على المستوى المعين الذي وصلنا إليه، وتطوير مهارات الفاعلين في هذا المجال.
ثنائية يمكن أن نؤسس عليها لنقدم بالفعل تجربة محترمة يمكن الركون إليها.
الفوضى في المجال لا تخدم القطاع ولا يمكن أن نؤسس بها لتجربة محترمة.
في أكثر من مناسبة أكدت على ذلك، وأشرت إلى أن هذا المجال يمكن أن يتطور نظرا لوجود مرتكزات يمكن البناء عليها.
لدينا في مجال التمثيل مواهب محترمة، قدمت مشاركات جيدة، رغم افتقادها للتكوين,
مشاركاتنا في المهرجانات والأعمال الدولية تؤكد قدرة الإنسان الموريتاني والشاب الموريتاني على الإبداع متى ما وفرت له الظروف المناسبة لذلك.
لدينا كتاب متميزون، يمتلكون أدواتهم الفنية وخيالهم المبدع، لكن حجم الاستثمار في هذا المجال، هو ما يمنع كتابا كبارا كتب الرواية والقصة القصيرة بل وحتى الشعر من التوجه إلى هذا المجال.
ومتى ما تم الاستثمار بالشكل المطلوب في هذا المجال حينها يمكن أن نستقطب أقلاما محترمة معروفة للكتابة في هذا التوجه.
والحقيقة أن ما يمنعها من دخول هذا المجال هو إكراه حجم التعويضات الباهتة التي تقدم لهم.
وإذا تجاوزنا ذلك فإن لدينا أسماء كبيرة في الإخراج السينمائي، ما يمنع هؤلاء أيضا من تطوير هذه الأعمال هو وجود سوق منافسة حقيقية.
المجال لا يحتاج إلا قليلا من الضبط والتمهين والتكوين حينها سنتحدث عن مجال رائع يكون فيه النفع للمنشغلين وللدولة الموريتاينة.
الجديد نيوز: نلاحظ تعدد شركات الإنتاج وسبطرة الهواة على مجال الدراما المحلية، ما هي الأسباب؟
حديثي دائما عن الهواة ينقسم إلى قسمين أو هو في مستويين، يوجد بين الهواة من ما زالوا مبتدئين، ومنهم من لايملك شهادة التخصص في المجال، لكنهم راكموا من التجارب ما جعلهم محترفين.
وبالتالي كان من المهم التحديد أو التفصيل في نوع الهواة الذين يتحدث عنهم سؤالكم.
إذا كنت تعني المبتدئين فهؤلاء بالفعل ساهم عدم تكوبنهم في إطلاق فوضى عارمة في هذا المجال، لكن في المقابل هناك مجموعة كبيرة راكمت من الخبرة ما يجعل الاهتمام بها يقود إلى ضبط الأمور وإلى إيقاف هذه الفوضى التي عمت وطمت وأثرت بشكل كبير على مخرجات هذا المجال.
الجديد نيوز: صرحتم في وقت سابق، بأن الطفرة الدرامية الحالية في موريتانيا لم تساهم في تطوير الإنتاج الدرامي المحلي لعدم اعتمادها على معايير علمية ومهنية.
ما هو السبيل برأيكم لإصلاح هذه الوضعية؟
صحيح أن الطفرة التي تشهدها الدراما المحلية لم تنعكس إيجابا على واقع الإنتاج الدرامي، هذه حقيقة لا مراء فيها، يزيد عدد المشتغلين في مجال الإنتاج الدرامي اليوم على المئات، لكن هؤلاء جميعا يفتقرون إلى الأدوات الحقيقية التي ـ إن وجدت ـ يمكن أن يؤسس لتجربة حقيقية.
الكتاب والمخرجون وفنيوا الصوت والإضاءة والديكور والإكسسوار والتنكر والماكياج..هذا الكم الهائل من الشباب يفتقد اليوم إلى التكوين، ومتى ما وجد التكوين وهو على مستويات مختلفة: تكوين متوسط وتكوين عالي تكوين طويل الأمد ووسائل ذلك متاحة وآفاق التعاون بيننا وبين الدول العربية والأجنبية متاحة واتفاقيات الشراكة موجودة، ويمكن بفضل هذا أن نصل إلى التكوين المنشود.
الحقيقة أن مجالنا يحتاج إلى نهضة واسعة تعتمد التكوين وتطوير الخبرات والاستعانة ببعض الأسماء العربية المعروفة في مجال الإنتاج الدرامي.
ومتى وجدت هذه الاستيراتيجية يمكن الحديث عن تجربة حقيقية.
الأساس الذي تنطلق منه أغلب التجارب في مجال الإنتاج الدرامي هو وجود شباب مهتم بهذه التجربة في مجالاتها المختلفة.
الواقع أن التجربة الموريتانية لم تتطور والسبب راجع إلى أن البيئة يخلقها الهواة والأعمال ترتبط ارتباطا حقيقيا بالمهنية والاحتراف.
الجديد نيوز: قلتم في أكثر من مناسبة بأنكم تسعون إلى لإنتاج ادراما تحترم عقل المشاهد وتراعي حجم التحديات الخارجية.
ما هي أبرز الصعوبات أمام الإنتاج الدرامي في موريتانيا؟
أنا من بين عدد كبير من الشباب الموريتاني الذي يحمل لواء تقديم إنتاج يحترم عقل وذوق المتلقي.. ولم يعد مستساغا اليوم التعامل مع مستهلك هذا المنتج الدرامي بالسهولة التي كنا نتعامل بها معه في السابق.
القنوات التلفزيونية المنتشرة، الهواتف الذكية التي تمكنك اليوم من الاطلاع على آخر التجارب في مجال المسرح والسينما والتلفزيون ..هذه نسميها نحن التغذية البصرية وتمكن المتلقي من أن يكون مستوعبا وفاهما للقطات لأحجامها لقيمتها للرسائل التي يقدمها الممثل والمخرج والكاتب من خلال الأعمال المقدمة، وبالتالي مغالطة الرأي العام والمتابعين والمشاهدين اليوم لم تعد بتلك ممكنة ولا مقبولة.
حتى نكون قادرين على مواكبة هذه التطورات ومواكبة عقل المشاهد الموريتاني، يليق بنا أن نطور مهاراتنا وأن نعي أن المشاهد الذي نخاطبه ليس أبلها وباستطاعته تفكيك المشاهد التي تعرض له،ومستوى وقيمة الجهد المبذول في إنتاجها.
وحتى أكون صادقا معك ومع قرائكم الكرام فنحن لم نقدم وحتى الساعة لم نقدم ما يتطلع له الموريتانيون، ولكن بالمقابل أعلم علم اليقين أن العذر في هذا مقبول انطلاقا من تراجع الدعم في هذا المجال، نود تقديم الأفضل لكن الإمكانيات تحول دون ذلك.
الجديد نيوز:قطاع الدراما في موريتانيا يدخله كل من "هب ودب" مما أضر بسمعته كثيرا؛ ماهو الحل المناسب من وجهة نظركم؟
أتفق معكم تماما فالفوضى العارمة التي يعيشها المجال، وترك الحبل على الغارب لمن أراد دخول هذا المجال، دون أن يتكئئ على تاريخ مشهود في المهنة أودون أن يكون له سابق أعمال محترمة تمكنه بالفعل في أن يساهم في تطوير هذا المجال، خلقت جوا من الفوضوية لاتخطئها العين، فوضوية تنعكس على ما يقدم من أعمال.
اليوم ولتكون منتجا لا تحتاج إلا إلى إنتاج عمل مهما كان مستوى التفاهة فيه، وبالتالي تصبح على ذات المستوى مع منتج آخر أفنى عمره وضحى من أجل خدمة هذا الفن؛ أنفق من ماله من أعصابه من تاريخه من قناعته، أنت وهو ستكونان على حد السواء.
لايوجد قانون واضح يضبط هذا المجال وينظمه ويطرح شروطا واضحة تمكننا من التفريق بين إنتاج غثّ وآخر سمين.
المسؤولية مسؤولية القطاع الوصي مسؤولية الدولة، يخيل إلى أحيانا أن المسؤولين تخدمهم هذه الفوضى، ويتحجون بها لمنع الفاعلين المحترمين من الدعم.
الحل في أن يتولى أصحاب الشأن أمورهم حينها ستكون الشمس رأد الضحى وساعتها سيقتنع المستثمرون في هذا المجال، وهو ما لا يريده أغلب صناع الثقافة وأصحاب رؤوس الأموال الذين يفترض منهم أن يكونوا داعمين لهذا الفعل الثقافي.
الجديد نيوز: منذ سنوات تنتجون ادراما على شكل مسلسلات محلية لصالح التلفزيون الرسمي وبرعاية وزارة الثقافة.
هل أنتم راضون عن مستوى الشراكة بينكم والوزارة؟
علاقتي بالقطاع الوصي الوزارة والتلفزيون الرسمي وبعض التلفزيونات الأخرى هي علاقة مبنية على الاحترام وعلى أسس منيعة.
أنا لست من الذين يبتزون الناس ويستخدمون أسلحة التشويش عليهم مقابل شراء صمتهم بتمكينهم من إنتاج عمل، أقدم إنتاجا محترما ومن أكثر صناع الثقافة خاصة في مجال الإنتاج الدرامي بأعمال تستحق الدعم والوقوف وراءها، مقابل هذه الأعمال التي أنتجها وتعيش تفاصيلها على أعصابنا وأنفق فيها الكثير من الإيمان والقناعة، ثم إني على عكش الكثيرين أحارب بجيش من الصابرين المؤمنين الذين لا توجد في تاريخهم أي تصرف لا يليق بالفنان.
الأعمال التي قدمتها مجتمعة لا مغمز ولا ملمز فيها سواء تعلق الأمر بالكتابة أو بالإخراج أو بمستوى أداء الممثلين أو بالقيمة الفنية لهذه الأعمال، وبالتالي فأنا أحارب في هذا المجال بسيف صقيل وتاريخ من النبل والاحترام الذي لا يوجد وأقولها على رؤوس الأشهاد في الساحة التي نمارس العمل فيها ما يضاهيه جودة وإتقانا.
قدمنا على مدى ربع قرن أهم الأعمال في مجال الكوميديا والدراما، وبالتالي فأعمالنا تستحق الدعم والشراء، وكخلاصة الشراكة بيني وبين القطاعات الحكومية والخصوصية تقوم على الندية والاحترام. عمل بجودة عالية مقابل احترام عقد دون من ولا أذى.
الجديد نيوز: الإنتاج ادرامي يحتاج فضاءات كثيرة للتصوير، ماهي الصعوبات التي تعيق عملكم في هذا المجال؟
الصعوبات في مجال الإنتاج لعل أصعبها ما يتعلق بالإنسان قبل أن تتحدث عن المواقع.
قياسا إلى غياب التنظيم في هذا المجال ووجود رأي شعبي مناهض أيضا لفن التمثيل، سنبدأ من الصعوبة المتمثلة في الحصول على ممثلين إضافة إلى غياب معاهد للتكوين في مختلف مجالات فنون التمثيل، إضافة إلى عقبة المواقع لأن جل الموريتانيين لايفهم قيمة الإنتاج ولا يعي أهميته وبالتالي فإننا نجد صعوبة بالغة في التصوير سواء كانت في فضاءات مفتوحة أو مغلقة، نفتقد لوجود بيئة مساعدة على الإنتاج نفتقد إلى ما يسمى عالميا بـ" التقاليد الفنية"
الجديد نيوز: أنتم من الجيل الثالث في السينما الموريتانية، ماهي أبرز اقتراحاتكم لإصلاح قطاع الدراما والسينما والمسرح؟
صحيح أنا من الجيل الثالث المؤسس للصناعات المسرحية والسينمائية والتلفزيونية في هذه الأرض، أنتمي إلى جيل محترم إلى جيل تعلم فنيات التمثيل، وأفنى عمره وهو يروم إلى تأسيس تجربة محترمة.
من المقترحات الملحة والعاجلة:
ــ التنظيم ووجود بنية تحتية تمكن الممارسين من صقل مواهبهم وتقديم تجاربهم؛
ــ وجود مصادر لتمويل هذه الأنشطة الثقافية ودعم الإنناج، وتجربة دول الجوار قد تفيد في هذا الصدد؛
ــ وجود إرادة سياسة واضحة للوقوف خلف الفاعلين الثقافيين وبتوفرها تتحقق الأهداف، وأعتمد في هذا على واقع الرياضة الذي كان مزريا قبل أن تتوفر الإدارة من طرف السلطات لتطويرها، وقد حصدنا نتائج ذلك.