في العشر الأولى من رمضان تبين نظرة خاطفة على ادراما الموريتانية أنها متنوعة من حيث المضامين والمعالجة الدرامية،
من أشهر المسلسلات هذا الموسم مسلسل "الحكاية" يطرح قضية صراع الأجيال، ويسلط الضوء على العادات والتقاليد الموريتانية، خاصة تلك المتعلقة بالزواج، التربية، وتأسيس الأسرة. وهو ثاني مسلسل درامي ببطولة نسائية، بعد "ربيع العمر" مما يعكس اهتمام الإنتاج الدرامي بتقديم قصص تحاكي واقع المرأة الموريتانية.
وهنالك مسلسل صروف الدهر وسلسلة "الوكاف" وخفافيش الظلام ومعالجات مختلفة أخرى: البواب و القنطير وذاكرة التيدوم ...
وقد عالجت هذه ادراما قضايا كثيرة كالفساد، والمخدرات و الهجرة والاتكالية والتقري الفوضوي والحُبّ وغيرها .
رسمت هذه الأعمال البسمة في بعضها على وجود المشاهدين.
يرى المختصون أن ادراما الموريتانية تطورت فنيا، ومن حيث الكتابة والإخراج وحتى من الناحية الفنية بصورة كبيرة مقارنة ما قبل عشرسنوات .
ورغم ذلك مازالت هنالك مشاكل معوقة؛ حيث أن الرقابة الذاتية والمجتمعية كبيرة بحسب مختصين، فالكاتب والمخرج والسيناريست يسيرون في حقل ألغام وخطوط حمراء يفرضها المجتمع، وهذه مفارقة كبيرة في موريتانيا بل إنها تكون أحيانا من الجمهور؛ والسبب يعود إلى أن المجتمع الموريتاني لا يرغب في نقاش قضاياه الحساسة ولا يدرك أن ادراما هي التي تشكل الوعي وتبلوره وهي مرآة تكشف واقع المجتمع .
ويؤكد مهتمون أن الأعمال ادرامية تصطدم بنوعين من الجمهور : منفتح جدا ، وجمهور متحفظ جدا، وكل منهما يريد عملا ادراميا حسب ذوقه، وينوهون إلى أن سبب نجاح تلك الأعمال هو كونها تطرح مشكل المجتمع من خلال سيناريو جيد وطاقم متكامل ومحترف.
ختاما : الإنتاج ادرامي الموريتاني مهم، ويلبي جزء كبيرا من نهم الفرجة للجمهور المحلي، ويتعامل مع تابوهات المجتمع التي يتغلب عليها من خلال القراءات الثلاث : السردية، السيناريو ، المونتاج ، ويمارس نوعا من الرقابة داخل كل مرحلة، مما يسمح بإنتاج دراما تعالج الواقع ولا تصطدم مع ممنوعاته، كما تراعي المنافسة في السوق وتعكس سقف الحرية الرسمي الكبير .