قال النبي صلى الله عليه وسلم :"والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه" وقال:" «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
حديثان شريفان يحضان على أهمية التكافل الاجتماعي .
طالما عرف المجتمع الموريتاني بأنه مجتمع متكافل، ولكن مع هبوب رياح العولمة، وطغيان المظاهر المادية، وصعوبات المعيشة، قل التكافل الاجتماعي خاصة في المدن الكبيرة .
من أهم مقاصد الشريعة في الصوم هو إحساس من يملك المال والزاد بجوع من لايملك؛ بالإضافة طبعا للتشبه بالملائكة في السمو الروحاني .
من المشاهد التي تَحُزّ في النفس ببعض أحياء العاصمة نواكشوط، هو رمي باذخ الطعام صباحا في الوقت الذي يعاني فيه إخوة لكم من مرارة المسغبة.
إن التكافل الاجتماعي خصلة إسلامية حميدة في كل وقت، وتتأكد في رمضان حيث الصوم فريضة نهارا والتزود بالطعام هو الوسيلة لذلك ليلا.
مع غلاء الأسعار توجد فئات هشة كثيرة العدد، بحاجة لدرجة كبيرة من التكافل تعينها على أداء الصيام؛ فلنساعد جميعا في هبة وطنية تكافلية لاعانتها طيلة أيام الشهر الكريم.
ها هي أيام الشهر تُغِذُّ المسير نحو يوم الفرح الختامي "عيد الفطر" يجب أن نسعى لرسم البسمة على أوجه الفقراء واليتامى خصوصا بما تيسر من تكافل بلباس العيد ومستلزماته.
ختاما: التكافل خصلة إسلامية محمودة، ووسيلة فعالة لمحو الفوارق الاقتصادية في المجتمع المسلم، وتعزيز الأخوة فيه، فلنحرص عليها وقد ورد في الحديث "ما نقصت صدقة من مال".