أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو/ حزيران، بمناسبة مؤتمر عن فلسطين يعقد في نيويورك وتتقاسم رئاسته مع السعودية.
وقال الرئيس الفرنسي، في مقابلة مع قناة «فرانس 5»، بُثت الأربعاء: «علينا أن نمضي نحو اعتراف، وسنقوم بذلك في الاشهر المقبلة».
وأضاف: «هدفنا هو ترؤس هذا المؤتمر مع السعودية في يونيو/ حزيران، حيث يمكننا أن ننجز خطوة الاعتراف المتبادل (بدولة فلسطين) مع اطراف عدة».
دول أوروبية تعترف بدولة فلسطين
وفي مايو/ أيار 2024، أعلنت 3 دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين، حيث دخل القرار حيز التنفيذ، اعتبارا من يوم 28 مايو/ أيار.
حينها، قال وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيده، في مؤتمر صحفي، إن اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا رسميا بالدولة الفلسطينية المستقلة يدخل حيز التنفيذ في 28 مايو/ أيار 2024.
تلك الخطوة قوبلت على الجانب الآخر بغضب إسرائيلي عبرت عنه باستدعاء سفرائها من أيرلندا والنرويج وإسبانيا، بينما في المقابل أبدت السلطة الفلسطينية وحماس ترحيبهما بهذا الاعتراف.
وبشكل متتابع؛ خرج مسؤولو الدول الثلاث «أيرلندا والنرويج وإسبانيا» بتصريحات، للتأكيد عن البدء في إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين.
جاء ذلك في وقت أشارت فيه سلوفينيا ومالطا العضوتان بالاتحاد الأوروبي قبل ذلك بأسابيع قليلة إلى اعتزامهما الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وتقول الدول المشاركة في الخطوة إن حل الدولتين ضروري لإحلال السلام الدائم في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي، سايمون هاريس، إن دبلن تعترف بالدولة الفلسطينية.
هل اقترب الفلسطينيون من فرصة تشكيل دولة؟
خاضت منظمة التحرير الفلسطينية معارك عديدة مع إسرائيل، كان أشرسها في عام 1982 في لبنان وعاصمته بيروت حيث كان مقر المنظمة قبل أن تنتقل إلى تونس.
بدأت منظمة التحرير تغيّر استراتيجيها وتبنّت فكرة الدولتين، وتبنت إعلان الاستقلال وقيام دولة فلسطين في الخارج العام 1988.
في العام 1991، عقد في أكتوبر/ تشرين الأول مؤتمر مدريد للسلام الذي شاركت في رعايته الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي آنذاك، وكانت محاولة من المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ودول عربية بينها الأردن ولبنان وسوريا.
في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، فوجئ العالم بالإعلان عن اتفاقيات أوسلو في واشنطن عندما صافح الزعيم الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في حديقة البيت الأبيض تحت أنظار الرئيس بيل كلينتون ما أحيا الأمل بالتوصل إلى السلام.
أوجدت اتفاقيات أوسلو التاريخية حكما ذاتيا فلسطينيا محدودا تحت مسمى «السلطة الفلسطينية» ومقرّها رام الله مع هدف نهائي يتمثّل في إنشاء دولة فلسطينية يعيش شعبها بحرية وسلام إلى جانب إسرائيل.
لكن هذه الاتفاقيات عارضها الراديكاليون في كلا الجانبين.
وفي عام 1995، اغتال متطرف يهودي إسحق رابين، مما مهد الطريق لعقود من العنف، وتوقف المفاوضات.
وفي العام 2002، استندت «المبادرة العربية للسلام» على مبدأ حل الدولتين، واقترحت إقامة دولة فلسطينية مقابل إقامة علاقات «طبيعية» بين الدول العربية وإسرائيل، في سياق تدعيم فرص الحل.
لكن بعد اغتيال رابين وصعود حزب الليكود الذي يعارض إقامة دولة فلسطينية واتفاقيات أوسلو، توسع الاستيطان ولم تنفّذ إسرائيل اتفاق أوسلو بنقل مناطق تحت سيطرتها إلى السلطة الفلسطينية، وراوحت مفاوضات السلام مكانها.
في العام 2006 سيطرت حماس على قطاع غزة، وعقَّدت الانقسامات الفلسطينية توحيد الموقف الفلسطيني تجاه إسرائيل.
ويقول كزافييه غينيارد من مؤسسة نوريا للأبحاث ومقرها في باريس، إن المجتمع الدولي بذل جهودًا لآخر مرة لإجراء محادثات جدية في العام 2013.
ويوضح لوكالة فرانس برس: «من الناحية السياسية، لم نشهد أي جهد لجعل ذلك الحل ممكنا منذ ذلك الحين».