محمد ولد أعمر/ الجديد نيوز
قال عنه الإعلامي تقي الله الأدهم: "يكتب بقلم جبران خليل جبران، ويتأمل كما لو أنه ميخائيل نعيمة، وهو صاحب (الكاف) الذي لا يتخلف في مجالس الهول..
عاش حياته بين الحضر في السنغال وبادية تيرس الموريتانية، تربى في بيئة محافظة فحفظ القرآن ونهل من المتون المحظرية فقها ولغة وشعرا..
كانت أسرته التي تربى فيها متوسطة الحال، ويقول عن أمه إنها كانت متأثرة بالثقافة السنغالية.
كانت ترتيبه الثالث بين أفراد أسرته وتوفي والده وهو صغير..
جواب آفاق تعرف على أمم وحضارات عديدة، يتحدث بألسنتها ويعرف كيف يجاري العديد من عاداتها..عاش ردحا من الزمن وسط هالة الضوء وألف عالم الشهرة من بوابة الإعلام.
لم يحقق حلم والده في متابعة الدراسة فانقطع عنها، لتعرف باقي مسيرة حياتيه مدا وجزرا ومفارقات كثيرة..
خرج فجأة في جلباب فقيه وداعية..له جمهور كبير، ويثار حول فتاويه ودروسه لغط كبير..
محطات حياة الشيخ محمد الأمين الشاه في الصورة القلمية التالية:
مطبات كثيرة.. ومسار مهني حافل
مفارقة كبيرة عاشها محمد الأمين الشاه، فرغم نشأته في بيئة بدوية محافظة ودراسته المحظرية يقول عن نفسه إنه كان (سدارا) بالمفهوم الحساني، ومن محبي (الهول) وهذه مفارقة غريبة لأن دراسته في البداية كانت محظرية صرفة.
يقول الشاه إن العاصمة نواكشوط مرت بفترة كان الفتى فيها من يطيل شعر رأسه ويلعب الورق (مرياص) وأنه أدرك لاحقا أن ذلك كان ناتجا عن "صدمة الحداثة" والانبهار بحياة الغرب..
في سبعينيات القرن الماضي، وصل العاصمة السنغالية دكار مارس التجارة وعددا من المهن الأخرى، عاد إلى نواكشوط ونجح في مسابقة لوكلاء الشرطة، وقد تعلم من مدرسة الشرطة الانضباط العسكري واحترام القانون.
بين بوادي تيرس الخضلة في موريتانيا ومؤثرات الحضارة الغربية في السنغال تشكلت الخميرة النادرة لملامح شخصية ضيفنا..فقد اكتسب من الأولى شهامة العربي ونخوته وكرمه ومن الثانية حياة المدنية والتعايش والوطنية.
تفاعل مع الساحة الوطنية التي كانت تمور بالمدّ القومي وقتها، فكان يرتاد المراكز الثقافية خاصة المركز المصري والعراقي فقد كانا من أهم وسائل التثقيف بنواكشوط في تلك الحقبة، وانتمى إلى النوادي الثقافية والأدبية.
قرر ولوج التعليم النظامي فأجرى مسابقة تحديد مستوى التعليم الثانوي ونجح فيها.
طوحت به مهامه الغربة، فوصل المغرب عن طريق إنواذيبو عملا بنصيحة صديق مقرب له بضرورة إكمال دراسته، وقد حصل على الثانوية العامة في المغرب وأكمل دراسته الجامعية بعد ذلك في تخصص الأدب.
إقامته مع صحفي حببت إليه مجال الصحافة وشوقته للعمل فيها.عمل في الإذاعة الوطنية لفترة ثم كاتبا في جريدة الشعب، وكان من الفريق المؤسس للتلفزيون الرسمي1983 ومقدما للأخبار والبرامج.
مكنه عمله في مجال الإعلام من زيارة 38 دولة في مختلف القارات.
يتحدث بالإضافة إلى العربية الفرنسية والإنكليزية عددا من اللهجات الإفريقية، واستفاد من دروس في الإعلام والاتصال واللغات والترجمة الفورية من المعهد الوطني للغات العصرية في إسلام آباد العاصمة الباكستانية، وكذلك من معهد التجارة الخارجية في نابولي بإطاليا.
ثقافته الواسعة واطلاعه الكبير على العالم من حوله ودراسته المحظرية ومهنته ككاتب صحفي..هذا الخليط منحه موهبة الكتابة الأدبية، فكتب في مجالات الشعر والقصة القصيرة واجترح أسلوبا خاصا به يعتمد على مزج الأجناس الأدبية وتقليص الهوة من الشعر والنثر.
من كتبه في الأدب: بلسم وجراح، وتأملات في الكون والطبيعة والإنسان، تقاسيم وهو كتاب يأخذ مرجعيته من مقامات الحريري وبديع الزمان.
الشاه .. والمنعرج الكبير
صحب الشاه الشيخين الجليلين: العلامة محمد سالم عدود، وصنوه حمدا ولد التاه ـ تغمدهما الله بالنعيم ـ وقد ولد لديه هذا الاحتكاك بهما نقلة نوعية، وهو يعترف لهما بالفضل الكبير فقد نهل من علمهما.
الشاه الكاتب والباحث والخطيب بمسجد (الخيف) بمقاطعة تيارت رزقه الله باعا واسعا ـ كما يقول مقربون منه ـ في اللغة والتفسير وسعة اطلاع في غواض اللغة والفقه.
يقول ولد الشاه: توقف عطائي الأدبي سنة 2005 وانسحبت من الروابط العربية والوطنية، وراجعت مؤلفاتي التي تحتوي على اقتباسات من القرآن الكريم، وتحتوي تصويرا أدبيا خارجا عن المألوف، وصادت منه كتابين رأيت أن فيهما اقتباسا غير جائز وهما: شناشيل ـ وزارا في مدينة العجائب.
تعرف عن ولد الشاه إثارته للجدل من خلال بعض الفتوى كـفتواه مثلا في أحقية المرأة في تزويج نفسها دون ولي، وجواز تشميت الرجل للمرأة الأجنبية عليه، وقضية طهارة العروس بالماء خوفا على زينتها..وفي هذا الصدد يقول: قد تجد من الناس من يقول ولد الشاه فقه مثير للجدل، ولكن لا أتبرأ من هذه التهمة لأنه هناك جدلا فعلا، فأنا تكلمت في مجموعة من الأمور رأيت أن فيها مخالفات صريحة.
يعتبر ولد الشاه أنه مدافع عن السنة ويعمل على تنقيتها من الشوائب والجدل ـ كما يقول ـ يحسمه الدليل.
جدل فتاوي ولد الشاه غذته وسائل التواصل الاجتماعي حيث يناقش العوام الموضوع، وهم ليسوا على دراية بأن القضايا التي يثيرها الفقيه محمد الأمين الشاه قضايا فقهية أكاديمية.
حديثه عن المسكوت عنه جعله مثار جدل كبير لدى طائفة كبيرة، ناهيك عن نظرة البعض له بأنه ينتمي لوسط لم يشتهر بتخصصه في العلوم الشرعية وصناعة الفتوى.