شهدت نواكشوط خلال هذه السنة تدشين 3 جسور أعطتها مظهرا حضاريا وساهمت في التخفيف من زحمة المرور المزمنة في العاصمة والتي أصبح عدد سكانها يتجاوز المليون نسمة بحسب آخر الإحصائيات..
غني عن القول إن النقل الحضري مهم في كل مدينة، فهو شريان الحياة المدنية ورأس قاطرة التنمية فيها، لذلك يجب أن يكون سريعا ووسائله راقية .
الجسور الثلاث؛ شيدت في نقاط هامة من العاصمة، حيث زحمة المرور الخانقة، ولم تعرف العاصمة التي تشهد عصرنة بادية للعيان إقامة أي جسر بها منذ أن خرجت من الرمال ذات يوم في ستينيات القرن الماضي.
التقرير التالي يعرض لأهمية هذه الجسور ومواصفاتها والميزانيات الضخمة التي رصدت لها من خزينة الدولة الموريتانية.
الجسر الكبير... عنوان للصداقة
أهم وآخر هذه الجسور المدشنة بالعاصمة؛ "جسر الصداقة" المعروف شعبيا بـ (مدريد) يعد الأكبر من بين الجسور الثلاث، وقد تولى بناءه وتشيده فريق من المهندسين الصينين المهرة.
يربط "جسر الصداقة" بين ولايات العاصمة الثلاث، ويقع في أهم نقطة مركزية لحركة المرور بالعاصمة نواكشوط.
وخلال حفل التدشين طالب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المواطنين، بضرورة حسن استغلاله وتوفير الصيانة اللازمة له، وللجسرين الآخرين، حتى تظل وفية لدورها الأساسي، في تسريع حركة المرور ومنح العاصمة مظهرا جماليا بعد عقود من البنية التحتية المتواضعة .
يتكوّن الجسر من محول طوله 270 مترا وعرضه 19,5 متر للطابق العلوي، مع 40 دعامة مثبتة على عمق يصل 60 متراً، و54 عارضة خرسانيةو 9 فتحات بطول 30 متراً لكل واحدة. إضافة لطريق من الفئة 1 ومسارين في كل اتجاه للسيارات، ومسار في كل اتجاه للدراجات الهوائية، مع أرصفة بعرض 2,50 مترا.
وفي أعلى الجسر 4 مسارات خاصة بالسيارات بممرين في كل اتجاه، فيما تبلغ حمولته القصوى 49 طنا، ولديه 4 حواجز ارتفاع بطول 5 متر مع إمكانية الدوران.
ويقدّر عمره الافتراضي وفق المصادر الرسمية بـ 100 عام، مع طبقة إسفلتية بجودة عالية قابلة للاستغلال 15 سنة.
وتبلغ قيمة تمويله حوالي 122 مليون أوقية على نفقة ميزانية الدولة .
جسر تآزر... البوابة الجنوبية
في مارس الماضي دشن الرئيس محمد ولد الغزواني جسر "تآزر" أو ملتقى "بامكو" في المدخل الجنوبي للعاصمة نواكشوط.
يقع هذا الجسر في منطقة لاتعاني زحمة مرور كبيرة "البوابة الجنوبية" ولكنها مدخل هام للعاصمة وقد أعطى لتلك المنطقة مظهرا جماليا، وسهل مرور الشاحنات إلى الميناء ولم تسجل حوادث سير بينها وبين السيارات الأخرى منذ أن بدأ استخدامه.
يشمل مشروع جسر "التآزر" إنشاء دوار مع معبر مرتفع عند تقاطع باماكو، وكذا طرق الوصول إليه، كما يتكون من جسر عوارض من الخرسانة المسلحة بامتداد 20 م وطول 200 م وعرض السطح 12م، بالإضافة إلى 71 م من سدود الوصول مع الجدران الاستنادية على كلا الجانبين، ودوار دائري بعرض 10.50 م، وطرق معبدة على مساحة إجمالية قدرها 3000 متر مربع، ويزدان الجسر بلوحات إرشادية وأجهزة السلامة على الطرق والإنارة العامة.
وقد خصصت موريتانيا موارد من ميزانيتيها الاستثمارية لعام 2021 لتمويل إنشاء وتطوير التقاطعات ذات المستويات المتعددة في نواكشوط، والتي يدخل إنشاء هذا الجسر ضمنها.
وقد بلغت تكلفته الإجمالية 298194734.1 أوقية.
جسر الحي الساكن : نقطة المرور الحاسمة
ساهم هذا الجسر -إضافة إلى اللمسة الحضرية التي أضافها لوجه المدينة - في حل إشكالية الاختناق المروري.
يوجد هذا الجسر في منطقة ضيقة وتشهد اختناقات مرورورية كبيرة لكونها ملتقى لكثير من الطرق بالعاصمة جنوبا وشرقا وشمالا .
يبلغ طول هذا الجسر المشيد من الخرسانة المسلحة 200 متر وبعرض 12 متر، وبارتفاع 7 أمتار، إضافة إلى جسر وصول بطول 71 متر مع جدران استنادية من الجانبين وبدوار قطره 10,5 م.
بلغت الكلفة المالية لتشييد جسر الحي الساكن 318.516.878٫4 أوقية بتمويل من خزينة الدولة الموريتانية.
التعامل العصري والصيانة ... ضروريان
انتهت الجسور الثلاث التي ازدانت بها العاصمة وأصبحت تفاخر بها نظيراتها في دول الجوار، بإرادة جادة من السلطات لحل أزمة المرور في العاصمة، وإعطائها المظهر اللائق بها، ورصد ميزانية كبيرة لتغيير وجه العاصمة وإطلاق حملة تشجير غير مسبوقة تستفيد منها كل ولايات نواكشوط. بيد أنه يجب على المواطنين التعامل مع هذه البنية التحتية الحضرية الجديدة، بالسلوك الحضري الذي من شأنه أن يصونها عن أيدي العابثين، كما أنه من واجب الجهات المعنية توفير الصيانة الدائمة فلا بقاء لهذه المنجزات الحضرية إلا بالمتابعة الدائمة.