مدرسة جمهورية من نوع آخر!! ــ رأي الجديد نيوز

 الموريتانيون شعب يبدع في صناعة الشعارات ..

 لاتدلّ أي جملة على واقع الحال في البلد أكثر من هذه ..

خلال الحملة الانتخابية عام 2019 تعهد المترشح وقتها، الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني بإقامة المدرسة الجمهورية، التي تعيد الاعتبار للتعليم العمومي، بعد أن هجر كثير من الموريتانيين المدارس الحكومية في العقود الأخيرة، بفعل تدهور المستويات أمام منافسة شرسة من التعليم الحُرّ.

 من أهداف المدرسة الجمهورية تعزيز الوحدة الوطنية، ومحو الفوارق بين طبقات المجتمع، وإعادة الاعتبار للتعليم العمومي وتحسين مستواه . 

من باب الفلاح في صناعة الشعارات، أن هنالك مدارس جمهورية تخرق كل قواعد هذه المدرسة التي تعتبر جزءا هاما من برنامج الرئيس...

تحتوى الصورة المرفقة نموذجا فريدا للمدرسة الجمهورية بإحدى قرى الحوض الغربي .. الصورة تغني عن 1000 كلمة وتلك قاعدة إعلامية تنطبق كلية على هذا المنظر الغريب ! 

عريش مهترئ تعبث به ريح السموم، منتصبا على كثيب رملي، لايقي الحر ولا البرد، وليس به قوام لأي مظهر حياتي عادي؛ ناهيك عن أن يكون مدرسة !!

العلمُ الوطني مزقته الرياح، وما بقي منه يتشبث بالعمود وكأنه يُجرُّ للمقصلة، خردة صدئة مكدسة تحت العريش البالي، كانت ذات يوم مقاعد، وجرس مبحوح الصوت مصلوب على سارية عبثت به عوامل التعريّة.. أية فوضى هذه ؟ أين الجهات التربوية والإدارية المسؤولة بالولاية ؟

كيف يعقل ونحن في عصر الإنترنت والاتصالات الراقية، والتكنولوجيا والتدريس عن بعد أن توجد مثل هذه السخرية من العلم وأهله؟ أليس في القرية رجل رشيد ؟

 عجيب جدا أن يكون الاستهزاء بـ"المدرسة الجمهورية" وصل لهذه الدرجة؟ زيادة على ما تعرفه من عراقيل تتعلق بالبنية التحتية، وعدم استطاعة فرض الزي المدرسي الموحد، خاصة بالتعليم الخصوصي وفوضى الخريطة المدرسية، ونقص الكادر البشري وغيرها . 

ختاما: المدرسة الجمهورية تعهد رئاسي، وهي ضرورة ملحة وحجر أساس لإصلاح التعليم، ويجب أن نعمل جميعا على المساعدة في تجسيدها، خاصة السلطات الإدارية والتربوية باعتبارها المسؤولة بشكل مباشر عنها .

أما صناعة الشعارات فيجب تحريمها رسميا، ومعاقبة من يبتكرونها  لأنهم يهدمون الوطن ويخدعون الشعب !!!

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"