موسم الهجرة إلى الريف بدأ...
لن تخطئ عينك أينما يممت سيارة تحمل أكواما من المتاع، وعددا من الاشخاص، وهم يستعدون للفرار بجلودهم إلى الريف من حرّ العاصمة الضاغط؛ الكهرباء مقطوعة ..والمياه معدومة ... وأسراب الباعوض تَخِزُ الجلود وتعكر العيش.
إنه واقع مؤلم، يدعو سكان العاصمة للفرار مع موسم كل خريف ...
العاصمة المهجورة تتميز في موسم الخريف وعلى مدار حوالي ستة عقود بعدم وجود أماكن للسياحة والترفيه، باستثناء ساحات يتيمة خاوية على عروشها وإقامات قليلة غالية التكاليف .
موسم الخريف بخضرته اليانعة، وجداوله الرقراقة، وهوائه المنعش النقي، وأجواء البادية الجميلة فيه، مع نقاء سريرة أهل البدو وكرمهم، يبقى محفزا للكثيرين لهجر العاصمة والمدن الكبرى .
ليس موسم الخريف ـ فقط ـ للراحة والاستجمام، بل يجب أن يكون ظرفا لصلة الرحم للأهل والأقارب والأصدقاء، وقضاء العطلة داخل الوطن، لمزيد استكشاف مايحتويه من جمال، وما يهبه من راحة من نفسية .
ختاما : العاصمة نواكشوط في موسم الخريف تبقي مدينة مهجورة بفعل عوامل متعددة: مناخية وبيئية ونفسية.. لذا يجب على السلطات المعنية أن تسعى لتوفير سبل الحياة الجميلة فيها، وعلى مدار كل الفصول ... هنالك من ترغمه الظروف على البقاء فيها طيلة السنة وله الحق في العيش في ظروف جيدة .
كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"