أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الإثنين، في مؤتمر صحفي، أنه لا يوجد حالياً أي مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران.
واستهل بقائي مؤتمره بتهنئة الصحفيين بمناسبة يومهم الوطني، قائلاً: «لا يمكن تهنئة يوم الصحفي كما لو كان يوماً عادياً، فنحن في إيران والمنطقة نعيش حالة حداد على زملاء فقدوا أرواحهم في سبيل الحقيقة، وكشف الانحرافات، وفضح المجموعات الإجرامية».
وأضاف: «بحسب التقارير، استُشهد أكثر من 230 صحفيًا في غزة خلال الفترة الأخيرة. كما أننا اليوم نستضيف عائلة الشهيد رجب بور، الصحفي الذي استشهد خلال الحرب المفروضة».
وفيما يخص القضية الفلسطينية، قال بقائي: «غزة تتعرض في الوقت نفسه للقصف والقتل بأسلحة أمريكية وأوروبية، بينما تواجه مجاعة خانقة. عدد الشهداء يتزايد بسبب سياسة التجويع المفروضة، وهذه جريمة غير مسبوقة ستُسجل كأشدّ إبادة جماعية في تاريخ البشرية».
وأضاف: «مجلس الأمن عاجز حتى عن إصدار قرار واحد بسبب تعطيل الولايات المتحدة. رغم أن كل الدول – بحسب الوثائق الدولية – ملزمة بتقديم العون الإنساني لغزة، لم يُتخذ أي إجراء فعّال حتى الآن».
وحول العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال المتحدث: «إيران أوضحت مرارًا تحفظاتها على الأداء المُسيّس للوكالة، ونؤكد أنها يجب أن تلتزم بمهامها الفنية فقط، دون الرضوخ للضغوط السياسية.»
وأكد بقائي أن إيران لا تزال عضوًا في معاهدة عدم الانتشار واتفاق الضمانات، وتفي بالتزاماتها طالما استمرت عضويتها.
وتابع قائلا: «في الوقت الراهن، لا يوجد أي مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. ويجب أن تُنظم كل أشكال التعاون وفقًا لقانون البرلمان الإيراني، ووزارة الخارجية ملتزمة بذلك.»
وتطرق بقائي إلى ما يُعرف بـ «آلية الزناد» لإعادة فرض العقوبات، مؤكدًا: أن «الدول الأوروبية الثلاث لا تملك حقًا قانونيًا في استغلال هذه الآلية. وقد أوضحنا في الحكومة السابقة كيف سيكون ردّنا إذا أقدموا على ذلك»
وأضاف، إن استخدام مثل هذه الأدوات ستكون له تبعات خطيرة على نظام عدم الانتشار، وعلى هذه الدول نفسها.
وقال بقائي إن زيارة أحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران ستُجرى خلال أقل من عشرة أيام.
وبشأن شروط إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بقائي: «الحديث لا يدور الآن حول كيفية تواجد المفتشين في المواقع، بل نحن حاليًا في حالة تعليق التعاون. وتهدف زيارة ممثلي الوكالة إلى متابعة هذا الموضوع. فنحن نواجه وضعًا استثنائيًا، إذ تعرضت منشآت دولة عضو في معاهدة عدم الانتشار لهجوم غير قانوني من قبل نظامين يمتلكان السلاح النووي، ولم تكن الوكالة محايدة، ولم تُدن هذا العمل، بل أصدرت تقريرًا مهد الطريق لتسييس القضية. نحن في ظروف خاصة وننتظر هذه الزيارة».
وفي رده على سؤال لوكالة تسنيم حول تصريحات ترامب بشأن إنكار الإبادة الجماعية في غزة والتقارير التي كشفت حجم المساعدات الأمريكية، قال بقائي: «نحن نتحدث عن نهج الحكومة الأمريكية، وهذا النهج دائمًا ما كان دعمًا مطلقًا لجرائم الكيان الصهيوني، ولهذا تُعتبر أمريكا شريكة في تلك الجرائم. وبفضل تضحيات زملائكم، لم يعد هناك شك في وقوع إبادة جماعية مروّعة، ولا يمكن لمثل هذه التصريحات أن تُخفف من مسؤولية أمريكا وشراكتها. مشاركة أحد مبعوثي أمريكا، التي كانت مجرد استعراض، أوضحت بجلاء أن أمريكا تسعى للتغطية على جرائم الكيان الصهيوني».