يغادر رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، القاهرة، اليوم الخميس، بعد أن أنهى أول زيارة خارجية رسمية يقوم بها منذ تولى منصبه في مايو/ أيار، فيما تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وعقد إدريس، الدبلوماسي الذي كان مسؤولا في الأمم المتحدة، محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن اللقاء تناول تطورات العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسودان، وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات.
وأضاف المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، أن السيسي جدد التأكيد على موقف مصر الثابت والداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مشددًا على دعم مصر الكامل لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وإنهاء المعاناة الإنسانية الراهنة.
كما تناول اللقاء الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السودانية، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو استعادة السلم والاستقرار، إلى جانب مناقشة سبل التعاون بين البلدين في مجال إعادة الإعمار في السودان.
ملفات مشتركة
كما أجري إدريس «مباحثات موسّعة» مع نظيره مصطفى مدبولي تشهد مناقشة «عدد من الملفات المشتركة، وبحث سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي في العديد من المجالات»، بحسب بيان صادر عن الحكومة المصرية.
وأعرب رئيس الوزراء المصري ونظيره السوداني عن رفضهما للنهج الأحادي الاثيوبي على النيل الأزرق الذي لا يتسق مع مبادئ القانون الدولي ذات الصلة، ومع روح التعاون التي يجب أن تسود اتصالاً باستخدام نهر النيل.
كما أكدا على تنسيقهما المشترك من خلال الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل وهي الجهة المنوطة بدراسة وصياغة الرأي الموحد للبلدين في الشئون المتعلقة بمياه النيل بموجب اتفاقية عام 1959.
وأكد الجانبان، خلال المباحثات الثنائية، على أهمية النظر في عقد اللجان المشتركة، على أن تقوم الجهات المعنية في البلدين بتحديد التوقيتات المناسبة في هذا الشأن. كما ناقش الجانبان تطوير التعاون في مجال الاستثمار والفرص المتاحة للشركات المصرية للاستثمار في عدد من المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية للسودان، لا سيما مع استشرافه مرحلة إعادة الإعمار.
دعمت مصر القيادة العسكرية السودانية منذ اندلعت الحرب في أبريل/ نيسان 2023 عندما انهار تحالف هش بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وسرعان ما سيطرت قوات الدعم على أجزاء كبيرة من الخرطوم، لكن الجيش نجح في استعادة العاصمة في مارس/ آذار الماضي بعد شهور من القتال.
وانتقلت المعارك مذاك إلى أجزاء أخرى من البلاد، خصوصا منطقتي دارفور وكردفان (غرب).
أسفر النزاع في السودان عن مقتل عشرات الآلاف ودفع أكثر من 14 مليون شخص للنزوح متسببا بما تصفها الأمم المتحدة بأكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم.
وبات السودان مقسّما بين الجيش الذي يسيطر على مناطق الشمال والشرق والوسط من جهة، وقوات الدعم السريع التي تسيطر على غالبية إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب.