قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الرسوم الجمركية تتدفق إلى الولايات المتحدة «بمستويات لم نكن نعتقد أنها ممكنة».
بدأت واشنطن الخميس فرض رسوم جمركية أعلى على السلع الواردة من عشرات الدول، في إطار مساعي الرئيس دونالد ترمب إلى إعادة رسم معالم التجارة الدولية لتصب في مصلحة الولايات المتحدة.
وقبيل دخول الرسوم الجديدة حيّز التطبيق، أعلنت الولايات المتحدة بأنها ستضاعف الرسوم الجمركية المفروضة على الهند إلى 50 في المئة واستهدفت العديد من واردات أشباه الموصلات من حول العالم برسوم نسبتها 100 في المئة.
وقال ترمب إن الرئيس التنفيذي لشركة إنتل في موقفٍ مُحرج للغاية، وعليه الاستقالة فورًا. «لا يوجد حلٌّ آخر لهذه المشكلة. شكرًا لاهتمامكم بهذه المشكلة!». على حد قوله.
وكتب على منصته تروث سوشيال مع انقضاء مهلة السابع من أغسطس/آب التي حددها لبدء فرض هذه الرسوم «انه منتصف الليل (بالتوقيت المحلي)!! مليارات الدولارات جراء التعريفات تتدفق الآن الى الولايات المتحدة الأميركية!».
أضرار عدة
وباتت العديد من المنتجات من اقتصادات مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، تواجه تعريفات بنسبة 15 في المئة، حتى مع الصفقات المبرمة مع واشنطن لتجنب زيادات أكبر يلوّح بها ترمب. لكن دولا أخرى مثل الهند تواجه رسوما بنسبة 25%، على أن تتضاعف خلال ثلاثة أسابيع، في حين تفرض على دول مثل سوريا وبورما ولاوس مستويات تصل الى 41%.
وأما الحكومة السويسرية التي فشلت في إقناع ترمب بالتخلي عن فرض رسوم تبلغ 39%، فستعقد اجتماعا طارئا في وقت لاحق الخميس.
وقال خبراء التكنولوجيا السويسريون اليوم، إن صادراتهم إلى الولايات المتحدة سوف تموت فعليا حال استمرار الرسوم الجمركية التي تصل إلى 39 % والتي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات قليلة.
وقالت «سويس مين» التي تصف نفسها بأنها رابطة صناعة التكنولوجيا السويسرية الرائدة، في بيان «إذا ظل هذا العبء الجمركي المروع قائما، فسوف يعني الوفاة الفعلية لصادرات قطاع التكنولوجيا السويسري للولايات المتحدة»
استثناءات قليلة
وأمس الأربعاء، ضاعف ترمب الرسوم المفروضة على السلع الهندية إلى 50%، مبررا الخطوة بمواصلة نيودلهي شراء النفط الروسي.
وستدخل التعرفة الجديدة التي كانت تبلغ 25% سابقا، حيّز التطبيق في غضون ثلاثة أسابيع.
ووصف «اتحاد منظمات التصدير الهندية» الخطوة بأنها «انتكاسة كبيرة للصادرات الهندية، مع تأثّر نحو 55 في المئة من شحناتنا إلى السوق الأميركية بشكل مباشر».
وبالنسبة لنيودلهي، شكّل مطلب واشنطن الوصول إلى سوق الهند الشاسع للزراعة ومشتقات الألبان أحد النقاط الخلافية.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي الخميس «لن نساوم على مصالح مزارعينا وقطاع الألبان لدينا وصيّادين».
هدد أمر ترمب أيضا برسوم على بلدان أخرى تستورد بشكل «مباشر أو غير مباشر» النفط الروسي الذي يعد مصدر إيرادات رئيسي للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا.
وفرضت واشنطن بشكل منفصل رسوما على الواردات من قطاعات محددة مثل الصلب والسيارات والأدوية والرقائق.
وقال ترمب الأربعاء إنه يخطط لفرض رسوم جمركية نسبتها 100 في المئة على أشباه الموصلات، مع استثناء الشركات التي تستثمر في الولايات المتحدة أو تنوي القيام بذلك