قائد الجيش السوداني يرفض «المصالحة» مع قوات الدعم السريع

أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الخميس "عدم المهادنة والمصالحة" مع قوات الدعم السريع التي يخوض حربا ضدها منذ أكثر من عامين.

ويبدو أن الولايات المتحدة تكثّف جهودها الدبلوماسية لتحقيق السلام في السودان، فيما تسبّبت الحرب بـ "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب الأمم المتحدة. 

وفي حديثه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس القوات المسلحة، جدّد البرهان "العزم على المضي في معركة الكرامة ودحر التمرد وعدم المهادنة والمصالحة مهما كانت التكلفة". 

وأدلى بمواقفه بعد أيام قليلة من اجتماع عُقده الإثنين في سويسرا مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا مسعد بولس. 

وأكد مصدر حكومي سوداني أن البرهان وبولس ناقشا اقتراحا أميركيا "بوقف شامل لإطلاق النار" و"إيصال المساعدات الإنسانية".

وحتى الآن، فشلت محاولات وساطة قادتها واشنطن والرياض في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان. 

من جانبها، تسعى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى إنشاء إدارة موازية في غرب البلاد في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ودان مجلس الأمن الدولي بشدة هذه المبادرة مساء الأربعاء، معتبرا أنها "تهديد مباشر لوحدة السودان وسلامة أراضيه". 

أدت الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. 

ودعا الاتحاد الأوروبي الخميس الطرفين المتحاربين إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية الدولية "بشكل عاجل".

تفشي الكوليرا

لقي 40 شخصا على الأقل حتفهم في إقليم دارفور غربي السودان، في ظل أسوأ تفشّ للكوليرا منذ سنوات في البلاد التي تشهد حربا مستمرة منذ أكثر من عامين، حسبما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الخميس.

وقالت المنظمة في بيان "بالإضافة إلى حرب شاملة، يعاني سكان السودان الآن أسوأ تفشٍّ للكوليرا تشهده البلاد منذ سنوات".

وأضافت "في منطقة دارفور وحدها، عالجت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 2300 مريض، وسجّلت 40 وفاة خلال الأسبوع الماضي".

والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة العالمية التي تعتبرها "مؤشرا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية".

وتقول المنظمة إن المرض "يمكن أن يكون مميتا في غضون ساعات إن لم يُعالج"، لكن يمكن معالجته "بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية".

ومنذ يوليو/تموز 2024، سجّلت حوالى 100 ألف إصابة بالكوليرا في كل أنحاء السودان، وفقا لأطباء بلا حدود، مع انتشار المرض "في كل ولايات السودان".

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، سجّلت أكثر من 2408 وفيات في 17 من 18 ولاية منذ أغسطس/آب 2024.

وسجلت منظمة الصحة العالمية نحو اربعة آلاف وفاة جراء الكوليرا في أنحاء العالم منذ مطلع 2025، أكثر من 95% منها في إفريقيا.

وحذّرت اليونيسف من أنّ أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة معرّضون لخطر الإصابة بالمرض في ولاية شمال دارفور وحدها، حيث تدور معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة الفاشر.