بدأت الحرب الإعلامية بين الفرنسيين والإسبان لدعم مهاجم النادي الباريسي، عثمان ديمبيلي (28 سنة)، وفنان برشلونة، لامين يامال (18 سنة)، المرشحان الرئيسيان للتتويج بجائزة الكرة الذهبية، وذلك بعد أن كشفت مجلة فرانس فوتبول الأسبوع الماضي عن أسماء المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لسنة 2025، أمام أشرف حكيمي، جيانلويجي دوناروما، وفينيسيوس جونيور، وكذلك كيليان مبابي بدرجة أقل، بعد موسم تألق فيه باريس سان جيرمان بقيادة ديمبيلي بحصده أربع بطولات، أهمها دوري الأبطال وبلوغه نهائي كأس العالم للأندية، وشهد تتويج إسبانيا بلقب كأس أمم أوروبا وحصد برشلونة لثلاث بطولات محلية، كان فيها للجوهرة لامين يامال دور كبير، وهي الألقاب التي تُرشحه على الأقل للفوز بجائزة أفضل لاعب شاب.
في الوقت الذي تلتزم فيه مجلة فرانس فوتبول الصمت كعادتها، ذهبت كل وسائل الإعلام الفرنسية نحو حملة كبيرة مارست فيها ضغوطاً مباشرة وغير مباشرة تدعم اسم عثمان ديمبيلي، رغم خسارته نهائي دوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده ونهائي كأس العالم للأندية مع النادي الباريسي، لكن التتويج الأول من نوعه بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي وكأس السوبر والكأس الفرنسية يُرشحه بقوة للتتويج بالجائزة، رغم أن زميله أشرف حكيمي حصد الألقاب نفسها ولعب أفضل موسم له في مشواره الكروي. ورغم المنافسة الشديدة من الإسباني لامين يامال، نجم النادي الكتالوني، إلا أن تسجيل الفرنسي لـ35 هدفاً وصناعته 15 تمريرة حاسمة في 53 مباراة يشفعان له، ويجعل منه المرشح الأول.
من جهته، يحظى الإسباني لامين يامال بدعم إسباني كبير تجسد في حملة إعلامية غير مسبوقة ترشحه للفوز باعتباره الأفضل حالياً في نظر الإسبان وغير الإسبان، رغم صغر سنه، خصوصاً بعد أن قاد إسبانيا إلى التتويج بلقب كأس أمم أوروبا في عام 2023، وبلوغ نهائي دوري الأمم الأوروبية هذه السنة أمام البرتغال (خسره بركلات الترجيح)، بعد تجاوز فرنسا بقيادة ديمبيلي في الدور نصف النهائي، إضافةً إلى التتويج بلقب الليغا وكأس إسبانيا وكأس السوبر الإسباني سنة 2025، ما دفع الإسبان وعشاق الكرة إلى تصنيفه لاعباً متميزاً لا يقارن بغيره، حتى ولو كانت أرقام ديمبيلي أكبر، رغم غيابه عن العديد من المباريات بسبب الإصابات التي أبعدته عن الملاعب لفترات متقطعة مع الباريسي، وغيابه عن كأس العالم للأندية التي بلغ فيها باريس سان جيرمان المباراة النهائية.
في المقابل، ضمت قائمة المرشحين أسماءً كثيرة للاعبين كبار حققوا أرقاماً مذهلة، لكن خانتهم الألقاب والتتويجات، على غرار ثنائي ريال مدريد، فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، دون إغفال تميز الدولي المغربي أشرف حكيمي الذي لن يبتعد عن قائمة الثلاثة الأوائل في ترتيب الجائزة لهذا العام، ولن يخسر على الأقل جائزة أفضل لاعب أفريقي التي حُرِمَها العام الماضي، فيما ينتظر أن يتوج زميله في باريس سان جيرمان، جيانلويجي دوناروما، بجائزة أفضل حارس للسنة من دون منازع، بفضل الدور المُميز الذي صنعه في دوري الأبطال وكأس العالم للأندية، إلا إذا اكتفى بجائزة أفضل حارس التي يستحقها بجدارة، رغم تراجع مستوى المنتخب الإيطالي الذي يمثله ونتائجه.
رغم أفضلية ديمبيلي في الأرقام الفردية والإنجازات الجماعية، إلا أن الحملات الإعلامية والضغوط التي يمارسها كل طرف تجعل الأمر غير محسوم قبل 22 سبتمبر/أيلول، موعد إقامة الحفل في باريس، لأن الكل يجمع على أن لامين يامال الذي يتفوق بالوهج الإعلامي والجماهيري والتأثير الحاسم في المباريات، ظاهرة كروية في سنّه الصغيرة التي ترشحه للتتويج بكل الجوائز لسنوات طويلة، فيما سيكون تتويج ديمبيلي تحصيلاً حاصلاً للاعب عاد من تجربة كانت قاسية في برشلونة، قبل أن يولد من جديد في بلده وفي فريق كان الأحسن أوروبياً هذا العام بفضل مجموعة متجانسة ومدرب وضع فيه ثقة كبيرة استعاد بها ثقته بنفسه وإمكاناته الفنية التي لا يختلف حولها اثنان، ولن يختلف في الاعتراف بها المصوتون.