شريكة إبستين السابقة: لم أرَ أي سلوك غير لائق من ترمب

نشرت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، محضر استجواب أجري حديثا مع غيلاين ماكسويل، الشريكة السابقة لجيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية وبالاستغلال الجنسي لقاصرات، أكّدت فيه أنها لم تلحظ «أبدا» سلوكا غير لائق من جانب دونالد ترمب «مع أي كان».

وفي منشور على إكس، أشار نائب وزيرة العدل، تود بلانش، الذي قام في أواخر يوليو/تموز باستجواب ماكسويل المعتقلة في سجن في تكساس، إلى أنه «باستثناء أسماء الضحايا، تم تضمين كل كلمة. لم يتم حذف أي شيء. لم يتم إخفاء أي شيء» في المحضر.

وتقضي البريطانية ماكسويل التي كانت شخصية اجتماعية بارزة، عقوبة بالسجن 20 عاما بعدما أدينت باستدراج فتيات قاصرات لاستقلالهن جنسيا من قبل إبستين الذي انتحر في سجن في نيويورك عام 2019 بينما كان بانتظار محاكمته.

ونقلت ماكسويل البالغة 63 عاما بعد أسبوع على استجوابها الأخيرمن سجنها في فلوريدا إلى سجن منخفض الحراسة في تكساس

وبالإضافة إلى المحضر، أعلن النائب الجمهوري البارز، جيمس كومر، أن وزارة العدل قدمت «آلاف الصفحات من الوثائق المتعلقة بإبستين» إلى لجنة برلمانية في مجلس النواب طلبت الحصول عليها، من غير أن يكشف محتوى هذه المستندات.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهّد طوال أشهر بالكشف عن تطوّرات مدوّية في قضية إبستين، غير أن هذه المسألة باتت موضع سخط لدى الأميركيين بعدما أعلنت وزارة العدل في مطلع يوليو/تموز أنها لم تتوصّل إلى أي عنصر جديد من شأنه تبرير نشر مستندات إضافية.

اتهامات لترمب

ويكثّف الرئيس الأميركي المبادرات لإخماد الجدل المشتعل بشأن قضيّة إبستين والذي عم حتى قاعدته الانتخابية.

وتتّهم الإدارة الأميركية بنقص في الشفافية في ما يخصّ ملفّ الخبير المالي السابق الذي عثر عليه مشنوقا في سجنه في نيويورك سنة 2019 قبل انطلاق محاكمته على خلفية جرائم جنسية.

وغذّت وفاته سيلا من روايات المؤامرة تفيد بأنه اغتيل لمنعه من الكشف عن تفاصيل محرجة تعني شخصيات بارزة.

وازدادت التساؤلات مع نشر صحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي تقريرا عن الصداقة التي كانت تربط ترمب بإبستين الذي أقام علاقات مع شخصيات نافذة، وأشارت إلى أن اسم ترمب كان من بين مئات الأسماء التي تم العثور عليها أثناء مراجعة وزارة العدل لملفات القضية.

كما ذكرت الصحيفة أنه كتب رسالة ذات إيحاءات جنسية عام 2003 إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين، ما دفع ترمب إلى رفع دعوى تشهير بحقها.

وفي الاستجواب الذي أجراه تود بلانش، المحامي الشخصي السابق لدونالد ترمب، قالت ماكسويل إنها لا تعتقد أن إبستين أقدم على الانتحار، من دون الذهاب إلى التكهّن بالجهة المسؤولة عن وفاة شريكها السابق.

وأكّدت أن إبستين لم يكن لديه «قائمة بالزبائن» وأنها ليست على دراية بممارسته أيّ ابتزاز لشخصيات مهمّة.

وبحسب محضر الاستجواب، قالت إن ترامب لطالما كان ودودا ولطيفا جدّا معها.

وقالت: «أود فقط أن أقول إنني معجبة بإنجازه الاستثنائي في توليه منصب الرئيس الآن».

وعندما سألها بلانش إن كانت سمعت «من إبستين أو أيّ شخص آخر أن الرئيس ترمب تصرّف تصرّفا غير لائق مع مدلّكات أو أشخاص آخرين»، أجابت «لا أبدا».

عفو رئاسي

وقالت ماكسويل إن ترمب وإبستين كانا «ودودين كما هو حال الناس في المناسبات الاجتماعية»، مضيفة: «لا أعتقد أنهما كانا صديقين مقربين».

وتابعت «في الواقع، لم أرَ الرئيس قط في أي جلسة تدليك. لم أرَ الرئيس في أي موقف غير لائق بأي شكل من الأشكال. لم يكن الرئيس أبدا غير لائق مع أي شخص».

كما وصفت ترمب بأنه كان «رجلا محترما في جميع النواحي».

وردّا على سؤال الشهر الماضي حول احتمال منح عفو رئاسي لغيلاين ماكسويل أو تخفيض محكوميتها، قال ترمب إنه لم يفكّر في المسألة بعد وإن الوقت لم يحن بعد للتطرّق إليها.

وكان ترمب، الوجه البارز في أوساط الطبقة المخملية في نيويورك في التسعينات ومطلع الألفية، مقرّبا من الخبير المالي في فترة من الفترات.

وكان من المفترض أن تقوم لجنة التحقيق البرلمانية التي طالبت الحكومة بمستندات حول قضيّة إبستين باستجواب ماكسويل في 11 أغسطس/آب ، لكن الجلسة أرجئت إلى أجل غير محدّد.

واستدعت اللجنة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري للتحقيق معهما بشأن علاقتهما بجيفري إبستين في جلسات مرتقبة في أكتوبر /تشرين الأول ، لكن من غير المؤكد أن يمتثلا للاستدعاء.

وقالت ماكسويل خلال استجوابها الأخير إنها ليست على علم بجلسات تدليك أجريت لبيل كلينتون على متن طائرة جيفري إبستين، في حين اتهم جيمس كومر الرئيس السابق بأنه خضع للتدليك في الطائرة الخاصة على يد إحدى ضحايا شبكة الاتجار الجنسي التي أنشأها الخبير المالي.