شنّ جيش الاحتلال سلسلة اقتحامات متتالية الليلة الماضية استهدفت عدة مناطق في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وأسفرت عن اعتقال 4 فلسطينيين.
وأفاد مراسل «الغد» باعتقال جيش الاحتلال شابًا من حي المعاجين غربي نابلس، وآخر من منطقة الجبل الشمالي في المدينة، فيما اعتقلت قوة عسكرية فلسطينيًّا ونجله من داخل مخيم بلاطة في المنطقة الشرقية بنابلس.
وأضاف المراسل أن قوة عسكرية لجيش الاحتلال اعتقلت طالبًا في جامعة النجاح الوطنية عقب اقتحام منزله في بلدة علار شمال مدينة طولكرم، وسط عمليات تحطيم لمقتنياته، قبل أن تنسحب من المكان.
كما حاصرت وحدات خاصة إسرائيلية منزلًا في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، وسط الدفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، ومطالبة شاب فلسطيني بتسليم نفسه.
وأفاد مراسل «الغد» بأن جيش الاحتلال فرض طوقًا أمنيًّا في محيط المنزل المستهدف، وطالب عبر مكبرات الصوت شابًا فلسطينيًّا بتسليم نفسه، عقب إجبار كل من في المنزل على الخروج منه وإخضاعهم للتفتيش.
وقالت مصادر محلية لـ«الغد» إن جيش الاحتلال تمكّن من اعتقال شاب من المنطقة المحاصَرة، قبل أن تشرع الآليات العسكرية في عملية الانسحاب.
تدمير الضفة
ومنذ قرابة عامين، وبالتوازي مع حربها الوحشية في غزة، لا تتوقف حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن شن حملات اعتقال بحق الفلسطينيين في الضفة، وهدم آلاف المنازل في المخيمات والمدن مثل جنين وطولكرم، إلى جانب المشاريع الاستيطانية، بهدف تقطيع أوصال الضفة وتغييرها ديموغرافيًّا، وتضييق سبل الحياة أمام الفلسطينيين.
كما تتواطأ مع المستوطنين في الهجوم على الفلسطينيين في بلداتهم وقراهم. وكان أحدث هذه الوقائع قيام مجموعة من المستوطنين مساء أول أمس الجمعة بالهجوم على تجمع «شكارة» شرق بلدة دوما جنوب نابلس بالضفة الغربية، حيث أقدمت هذه المجموعات على تسليط أضواء كاشفة قوية على منازل المواطنين الفلسطينيين في محاولة لبث الرعب بين الأهالي، وسط حالة من التوتر والخوف سادت المنطقة.
تنديد دولي بالاستيطان
وأول أمس الجمعة، ندد وزراء خارجية دول بالاتحاد الأوروبي ومن أستراليا وبريطانيا في بيان مشترك بخطط إسرائيل بناء مستوطنة شرقي القدس.
ومن شأن الموافقة على مشروع (إي 1) أن يشطر الضفة الغربية ويفصلها عن القدس الشرقية، مما يفتت الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة عليها.
وأعلن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش المشروع الأسبوع قبل الماضي وحصل على الموافقة النهائية من لجنة تخطيط تابعة لوزارة الدفاع يوم الأربعاء الماضي.
وقال الوزراء في بيان مشترك «قرار اللجنة العليا الإسرائيلية للتخطيط الموافقة على خطط لبناء مستوطنات في المنطقة (إي1) شرقي القدس غير مقبول ويمثل انتهاكا للقانون الدولي».
وأضافوا «نندد بأشد العبارات بهذا القرار وندعو إلى التراجع عنه فورا».
والوزراء المشاركون في البيان من دول أستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا وقبرص والدنمرك وإستونيا وفنلندا وفرنسا واليونان وأيسلندا وأيرلندا وإيطاليا واليابان ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورج ومالطا وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد
وانضمت إلى هذا البيان كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبية.
واستنكرت إسرائيل البيان على الفور قائلة إنها «ترفض محاولة فرض إملاءات أجنبية عليها».
ولاقت خطة الاستيطان (إي 1) تنديدا دوليا واسع النطاق.
وجاء في بيان الوزراء أن «هذه الخطة ستجعل حل الدولتين مستحيلا إذ أنها ستؤدي إلى تقسيم أي دولة فلسطينية (منشودة) وتقييد وصول الفلسطينيين إلى القدس»، داعين الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن الخطة.