ساركوزي من قصر الإليزي إلى Prison de la Santé،


بابه يعقوب أربيه/ مهندس وكاتب

إنه الوجه الآخر للسلطة، و الكأس المختبئ بين كؤوس النفوذ والمال والبروتوكول ، تلك الكأس التي شرب منها المعتمد بن عباد حين غادر قصر المبارك إلى قلعة أغمات القاسية، وشرب منها زعماء وقادة كثر. 
ما يميز هذه الكأس أن ذباب الطامعين والمتملقين وحاشية السوء يتطاير عنها، ويبقى الأوفياء! 
على ذكر الوفاء للذين قابلتهم السلطة بوجهها الآخر ، أكاد أتخيل البحتري وهو يتأمل قصر الجعفري الذي طالما نادم فيه صديقه المتوكل، ولأن في الخيال سعة، فلنضف لمسة سوريالية للمشهد، ونتخيل البحتري يخرج سيجارته ـ رغم موته بقرون قبل اكتشاف التبغ ـ وينفث دخانها متنهدا وهو يتمتم:
تغيّر حسنُ الجعفري وأنسُهُ :: وقوّض بادي الجعفري وحاضره 
تحمّل عنه ساكنوه فجاءةً :: فعادت سواءً دوره ومقابره إذا نحن زرناه أجدَّ لنا الأسى :: وقد كان قبل اليوم يبهج زائره.
لم تسعفني ذاكرتي بقصة وفاء من هذه الأرض مشفوعة ببعض "لغن"، لكني تذكرت حكاية فنان كان نديما لأمير، وشرب الأمير من ذات الكأس آنفة الذكر، ثم تطورت المأساة فقتل الأمير غير بعيد عن صديقه الفنان الذي سأل القتلة :  "هل كان محتفظا برباطة جأشه؟" فأجابوا بصوت واحد : نعم!  عندها قال دامعا :  "لم يحتفظ بشيء سواها." كناية من الفنان عن كرم عن الأمير .
#انتهت_قهوتي وعلى العودة إلى المنزل