بعد إلغاء زيارة هيكل.. هل تستعدي أميركا جيش لبنان ضد حزب الله؟

الولايات المتحدة تلغي زيارة قائد الجيش اللبناني.. هل تجر واشنطن المؤسسة العسكرية اللبنانية إلى مواقف أكثر عدائية تجاه حزب الله؟

لم يكن إلغاء واشنطن المفاجئ لزيارة قائد الجيش اللبناني حدثا بروتوكوليا عابرا، بل حجرا ضخما أُلقي في مياه السياسة اللبنانية المترقبة.

قرار بدا أقرب إلى رسالة مكشوفة، أمريكا تضغط، إسرائيل تهدد، وحزب الله يزداد انكفاء، فيما الدولة تحاول أن تلتقط أنفاس سيادتها.

وبينما يضع الرئيس جوزيف عون ثقله في خيار التفاوض وتحويل الجيش إلى مركز القرار الأمني الأوحد، تحاول واشنطن اختبار مدى قدرة لبنان الرسمي على الالتزام بمسار ينهي عصر السلاح الموازي.

وفي قلب تلك العاصفة السياسية أو الدبلوماسية، يقف الجيش اللبناني محملا بآمال المواطنين وثقل الانتهاكات الإسرائيلية، يواجه تسييس المساعدات العسكرية من جهة والاستفزازات الإسرائيلية من جهة أخرى.

وهناك يطرح التساؤل: هل كان إلغاء زيارة قائد الجيش خطوة ضغط أميركية تهدف إلى دفع المؤسسة العسكرية إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه سلاح حزب الله، أم أنه تحذير مبكر استعدادا لإعادة صياغة العلاقة العسكرية مع لبنان؟

حول هذا الموضوع، دارت نقاشات الجزء الثالث من حلقة اليوم الثلاثاء ببرنامج «مدار الغد»، وفيه تحدث من بيروت، الكاتب والباحث السياسي، الدكتور حسان عليان، ومن واشنطن، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقا، مايكل مولروي.

هل تجر أميركا الجيش اللبناني إلى مواجهة مباشرة مع حزب الله؟

قال مصدر عسكري في الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، إن الاتصالات مستمرة مع المسؤولين المعنيين في الإدارة الأميركية لتوضيح الموقف واحتواء تداعيات التطورات الأخيرة التي أدت إلى إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن، وسط الاهتمام بأن يتم تحديد موعد جديد في وقت لاحق بعد تقديم التوضيحات اللازمة.

وفي تصريحات أدلى بها لقناة «الغد»، أضاف المصدر أن قيادة الجيش ألغت الزيارة بعدما تبلغت بإلغاء عدد من المواعيد المهمة مع مسؤولين في الإدارة الأميركية.

وتابع المصدر أن الأيام الأخيرة كانت قد حفلت بضغوط واضحة على المؤسسة العسكرية بدأت باتهامات بالتقصير والتواطؤ أطلقها تباعا الإعلام الإسرائيلي.

وأكد المصدر أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه على أكمل وجه ويعمل برؤية وحكمة وصبر لاستكمال خطة حصر السلاح وفق المواعيد المحددة والتي تبلغ بها مجلس الوزراء، ولا يستطيع استباق المراحل لعدم وجود الإمكانات المطلوبة من عديد وعتاد، علما أنه حتى الساعة ومنذ بدء تنفيذ هذه الخطة سقط للجيش 18 شهيدًا من بينهم 12 خلال أعمال هندسية وتفكيك مخازن أسلحة وذخائر وكشف على أنفاق.

ولفت المصدر العسكري إلى أن الجيش اللبناني يتعرض في الوقت نفسه لانتقادات داخلية رافضة لحصر السلاح.

وشدد المصدر على أنه بالرغم من ذلك، يتابع الجيش مهماته ويقوم بواجبه انطلاقًا من حسه الوطني، ويعمل على امتداد الوطن بإمكانات محدودة ومتواضعة لقناعة راسخة بأن لمؤسسة الجيش اللبناني مسؤولية بناء المستقبل والمحافظة على الأمن والسيادة.

إجراء عقابي أم رسالة سياسية؟

من جهتها، قالت مراسلة «الغد»: «نستطيع أن نصف إلغاء زيارة قائد الجيش لواشنطن بأنه إجراء عقابي، وربما رسالة سياسية إلى لبنان ورأس الهرم اللبناني، أي الرئيس جوزيف عون، ولكن ما حدث فعليًّا أن قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل كان يُفتَرَض أن يتوجه إلى واشنطن لإجراء مجموعة من اللقاءات في الكونغرس الأميركي، خصوصًا وأن الولايات المتحدة هي أكبر الداعمين والمساعدين للجيش اللبناني، سواء من خلال المساعدات المالية أو العسكرية أو التدريبات».

وأضافت أنه «منذ يومين، صدر بيان عن الجيش اللبناني، استنكر فيه الاعتداء الإسرائيلي على دورية تابعة لقوات يونيفيل، واتهم الجيش الإسرائيلي بزعزعة الاستقرار وسيادة لبنان»، مؤكدة أن «هذا الموقف علَّق عليه مجموعة من أعضاء الكونغرس، أبرزهم جوني إرنست التي قالت إنه بدلًا من أن يغتنم الجيش اللبناني الفرصة لنزع سلاح حزب الله ها هو يوجه الاتهامات لإسرائيل، وأيضًا قام ليندسي غراهام وهو أحد أعضاء الكونغرس البارزين بإلغاء اللقاءات التي كان يُفتَرَض أن يقوم بها قائد الجيش اللبناني إلى الكونغرس الأميركي، وبالتالي لم يعد هناك أي لقاءات، ورحب أعضاء آخرون بهذا القرار، وبناءً عليه ألغى رودولف هيكل زيارته لواشنطن».