أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، منتصف ليلة الثلاثاء/ الأربعاء إدانتها بأقصى العبارات العدوان الصهيوني الذي استهدف مساء الثلاثاء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا - جنوب لبنان، حيث ارتكب العدو مجزرة جديدة بحق المدنيين الآمنين، ما أدى إلى استشهاد 15 من «أبناء شعبنا» وجرح العشرات، لتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة الجرائم وحرب الابادة التي يمارسها ضد شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
وأكدت الحركة أنه هذا العدوان يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان، ويؤكد النوايا الحقيقية للعدو وسلوكه الرامي إلى جر المنطقة إلى مزيد من التصعيد واللاستقرار.
وحمّلت الجهاد الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الوحشي وعن كافة تبعاته، كونه امتداداً لنهجه العدواني الذي يتعمّد استهداف المدنيين وزعزعة الاستقرار في المنطقة، مؤكدة أن الادعاءات التي يقدمها الاحتلال لتبرير جرائمه هي ادعاءات كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة.
وأضاف البيان «وإننا إذ نؤكد على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في كفّ يد العدوان عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا، فإننا في الوقت ذاته ندين استمرار تقاعسه عن محاسبة مجرمي الحرب، وصمته المريب أمام الانتهاكات المتواصلة التي تطال المدنيين بلا رادع».
المقاومة هي السبيل
وأكدت الجهاد أن ما حدث الثلاثاء في عين الحلوة يثبت مرة أخرى، أن طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لمواجهة هذا المشروع الاستعماري التوسعي، وأن دماء شهدائنا لن تذهب سدى، بل ستظل شعلةً على طريق النصر والتحرير.
الجبهة الشعبية: المقاومة لن ترفع الراية البيضاء
أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، منتصف ليلة الثلاثاء الأربعاء، بأشدّ العبارات، العدوان «الصهيوني» الوحشي الذي نفّذته طائرات الاحتلال على مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا – جنوب لبنان، والذي استهدف أهدافاً مدنية بشكل مباشر.
وأكدت الجبهة في بيانها أنّ ادعاءات جيش الاحتلال بأنه استهدف «أهدافاً عسكرية» ليست سوى أكاذيب مكشوفة لتبرير جريمته الوحشية، إذ إن ما جرى استهدافه هو مواقع وأحياء مدنية داخل مخيم عين الحلوة، المعروف بأنه من أكثر المخيمات الفلسطينية اكتظاظاً بالسكان.
وأضاف أن هذا الاعتداء يأتي بعد ساعات قليلة على قرار مجلس الأمن الذي «ينتقص من حقوق شعبنا الوطنية»، وينحاز بشكل فجّ للاحتلال، ويشكّل غطاءً لاستمرار جرائمه الوحشية بحق شعبنا الفلسطيني في كل الميادين.
وأكدت الجبهة الشعبية أن هذه الوحشية الصهيونية وتماديها، في ظل الصمت والتواطؤ الاستعماري الغربي، تكشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان الذي لا يقيم وزناً لأي قرارات دولية أو مواثيق أممية، ويضرب عرض الحائط بكل القيم القانونية والأخلاقية والإنسانية. وأن أي دعوات لنزع سلاح المقاومة ليست سوى دعوات للاستسلام والخضوع للإملاءات والشروط الصهيونية الأميركية.
وختم البيان بالقول «إننا في الجبهة الشعبية نؤكد أن شعبنا الفلسطيني، ومعه كل قوى المقاومة في أمتنا، لن يخضع ولن يستسلم، ولن يرفع الراية البيضاء، وسيواصل نضاله الوطني المشروع حتى تحقيق كامل أهدافه وحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف».
15 شهيدًا في مجزرة إسرائيلية
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان مساء الثلاثاء، أن «غارة العدو الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا أدت إلى استشهاد 13 شخصًا وإصابة آخرين بجروح، ولا تزال سيارات الإسعاف تنقل المزيد من الإصابات إلى المستشفيات المحيطة».
فيما ذكرت مصادر طبية عاملة على الأرض في مخيم عين الحلوة أن عدد شهداء استهداف المخيم ارتفع إلى 15.
الجيش الإسرائيلي يعلق
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه هاجم من زعم أنهم «مخربون» كانوا يعملون في مجمع تدريب تابع لحماس في جنوب لبنان
وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن قواته «أغارت، قبل قليل، على عناصر إرهابية عملت داخل مجمع تدريبات تابع لحماس في منطقة عين الحلوة في جنوب لبنان».
وأضاف: «لقد استخدمت عناصر حماس المجمع المستهدف للتدريب والتأهيل بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية ضد قوات الجيش وإسرائيل».
وواصل الجيش الإسرائيلي مزاعمه بالقول إنه «قبل الغارة، تم اتخاذ خطوات لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، شملت استخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والاستطلاع الجوي والمعلومات الاستخبارية الأخرى».
واختتم الجيش الإسرائيلي بيانه بالقول إن قواته «تعمل ضد تموضع حماس في لبنان، وسيواصل العمل بقوة ضد عناصر حماس في كل مكان يعملون فيه».
إضراب في المخيمات
في سياق متصل، دعت لجنة المتابعة العليا للجان الأهلية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان إلى إعلان الإضراب العام في جميع المدارس والمؤسسات.
وقالت في بيان «يا أهلنا الصابرين، استنكارا ورفضا للعدوان الصهيوني الذي استهدف ملعبا رياضيا في مخيم عين الحلوة وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى فضلا عن دمار العديد من المنازل المجاورة للمكان.
إننا في اللجان الأهلية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان إذ ندين ونستنكر بأشد العبارات هذا الهجوم الإجرامي على ابناء شعبنا من المدنيين فإننا ندعو أبناء شعبنا في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان إلى إعلان الغضب والحداد والإضراب العام في جميع المدارس والمؤسسات».