خلال شهر واحد.. سوء التغذية يقتل 23 طفلا في مدينتين سودانيتين

وثقت شبكة أطباء السودان، اليوم الجمعة، من خلال فرقها الميدانية وفاة 23 طفلاً في الفترة من 20 أكتوبر/ تشرين الأول حتى 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في مدينتي الدلنج وكادوقلي بولاية جنوب كردفان نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص الإمدادات الأساسية.

يأتي ذلك بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى الحصار المفروض والذي يمنع دخول الغذاء والدواء ويعرّض حياة آلاف المدنيين للخطر.

وأكدت شبكة أطباء السودان في بيان لها عبر منصة إكس أن «هذه الوفيات تمثل جرس إنذار خطير ينبه إلى حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في ولاية جنوب كردفان».

كما أدانت الشبكة بشدة «استمرار الحصار الذي أدى إلى انهيار الخدمات الصحية وتعطيل وصول المساعدات، وتعتبره انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الأطفال في البقاء والحماية». 

 

ودعت الشبكة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية إلى التحرك العاجل لفتح ممرات آمنة وتوفير الإغاثة العاجلة دون تأخير.

وقالت إن استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد بوقوع كارثة صحية واسعة النطاق إذا لم تُتخذ إجراءات فورية لرفع الحصار وضمان تدفق الغذاء والدواء، حتى لا تتحول هذه المأساة إلى واقع متكرر في مناطق أخرى من السودان.

وقف الحرب 

وأعلنت قوات الدعم السريع، الجمعة، تأييدها الكامل للتحركات الدولية المكثفة الرامية إلى وقف الحرب في السودان، مثمنةً الجهود التي تبذلها الرباعية الدولية، وعلى رأسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للتوسط في النزاع.

وأكدت قوات الدعم السريع التزامها بعدم التراجع عن ما سمّته «أهداف الشعب السوداني» في تفكيك ما وصفته بـ«دولة التمكين والفساد» داخل المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة الأخرى، مشددة على ضرورة بناء جيش وطني موحد، مهني، وخالٍ من الأيديولوجيات المتطرفة.

وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الحرب في السودان ردود فعل واسعة في البلاد التي تمزقها الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ اعتبرها كثير من المراقبين بمثابة البداية الحقيقية للاهتمام بالملف السوداني من الإدارة الأميركية.

ورحبت الحكومة السودانية، الأربعاء، «بجهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية من أجل إحلال السلام العادل والمنصف في السودان».

أوضاع مأساوية

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن مصير مئات الآلاف من الفارين من العنف في مدينة الفاشر في غرب السودان لا يزال مجهولا، وذلك غداة إظهار صور بالأقمار الصناعية مؤشرات إلى وجود «مقابر جماعية».

والشهر الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ العام 2023، على المدينة الاستراتيجية في إقليم دارفور، بعدما حاصرتها لمدة 18 شهرا.

وانتقل القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى كردفان، وهي منطقة عازلة بين معاقل الدعم السريع في دارفور غربا والولايات الخاضعة لسيطرة الجيش شرق السودان.

وكشف مسؤول أممي، يوم الأحد، عن أن نصف النازحين من الحرب الدامية في السودان هم من الأطفال.