عون: لبنان يمر بمرحلة مصيرية وسط زلزال من التطورات

أعلن الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليوم الجمعة، استعداد الدولة لأن تتقدم للجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد، حول جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على الحدود الجنوبية، تدريجياً أو دفعة واحدة.

وأضاف في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ 82 للاستقلال أن لبنان يمر بمرحلة مصيرية وسط زلزال من التطورات والتحولات، مؤكداً الوقوف حيث تقتضي مصلحة البلد والشعب.

وقال إنه «لا يوجد استقلالا حقيقيا، إلا بتحرير وتعمير الجنوب وكل لبنان».

وفي خطوة عملية، كشف الرئيس عون عن استعداد الدولة لأن «تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد، حول جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، تدريجياً أو دفعة واحدة». 

وطالب عون بتكليف اللجنة الخماسية «بالتأكد الدائم من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها على تلك النقاط».

وتعهدت الدولة اللبنانية بالتلازم مع هذا المسار، بأنها «المسؤولة الوحيدة عن أمن الحدود، وعن أمن أراضيها كافة»، وبجهوزيتها للتفاوض «برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود».

وتابع الرئيس «تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة، بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، باحتواء كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها، وتحييده نهائياً».

حصر السلاح

وفي سياق رسالته، تطرق عون إلى مسألة الانقسام الداخلي، قائلاً: «نقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل أن الظروف تغيرت وأن اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات». 

وأشار إلى وجود انطباعين خاطئين يسيطران على المشهد، الأول هو «أن شيئاً لم يتغير» والثاني هو الانطباع المناقض بأن «الزلزال الذي حصل قضى على جماعة كاملة في لبنان».

وأكد الرئيس عون أنه «ليس صحيحاً ولا مقبولاً أن نتصرف وكأن جماعة لبنانية زالت أو اختفت أو هزمت، فهؤلاء لبنانيون وضحوا وبذلوا وأعطوا، مضيفاً: «وعلينا جميعاً أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين إلى حضن الوطن وتحت سقف الدولة الحصري».

وشدد عون على أن «المطلوب ليس فقط حصر السلاح، وقرار السلم والحرب، وهو أمر ضروري وحتمي، بل المطلوب الأساسي هو حصر ولاء اللبناني بوطنه وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته».

وختم بالقول «لم يعد مقبولاً التغوّل على الحق العام ولا على الملك العام ولا على المال العام ولا على الفضاء العام»، مؤكداً أن مسار الشأن اللبناني من بيروت حتى حدودنا الدولية «نمشيه وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها».

وأشار إلى أن هذا الاستقلال تحقق بدماء «شهداء سقطوا على طريق طويل يؤسفني أننا ننساهم أحيانا»