انتهاء محادثات المناخ دون اتفاق ملزم بشأن الوقود الأحفوري

توافقت حكومات العالم خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب30) في البرازيل، اليوم السبت، على تسوية بشأن اتفاق للمناخ من شأنه تعزيز التمويل للدول الفقيرة التي تواجه الاحتباس الحراري لكن دون أي إشارة إلى الوقود الأحفوري الذي يسببه.

وسعت الدول من خلال هذا التوافق إلى تأكيد أهمية معالجة آثار تغير المناخ عالميا، حتى بعد أن رفضت الولايات المتحدة، أكبر مصدر تاريخي للانبعاثات في العالم، إرسال وفد رسمي.

لكن الاتفاق، الذي جاء بعد مد أجل المفاوضات بمدينة بيليم البرازيلية، كشف أيضا عن خلافات بين دول غنية ونامية، وكذلك بين حكومات تتبنى آراء متعارضة بشأن النفط والغاز والفحم.

الوقود الأحفوري

وبعد التوصل إلى الاتفاق، أقر رئيس المؤتمر آندريه كوريا دو لاجو بصعوبة المحادثات. وقال «نعلم أن بعضكم كان لديه طموحات أكبر تجاه بعض القضايا المطروحة».

وكان الاتحاد الأوروبي أكبر رافض لصياغة النص الذي تجنب الإشارة إلى الوقود الأحفوري لكنه وافق في النهاية عقب إعلان مجموعة دول منها السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أن هذه المسألة خارج إطار المناقشة.

وقال مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي فوبكه هوكسترا للصحفيين قبل إقرار الاتفاق «يجب أن ندعمه لأنه على الأقل يسير في الاتجاه الصحيح» فيما خرجت بعض الدول بتعليقات أكثر قوة.

وقال خوان كارلوس مونتيري مفاوض المناخ في بنما «أي قرار بشأن المناخ لا يتضمن حتى ذكر الوقود الأحفوري لا يعد حيادا بل إنه تواطؤ».

دفعة تمويلية

يطلق اتفاق بيليم مبادرة طوعية لتسريع العمل المناخي لمساعدة الدول على الوفاء بتعهداتها الحالية لخفض الانبعاثات، ويدعو الدول الغنية إلى زيادة حجم الأموال التي تقدمها لمساعدة الدول النامية على التكيف مع آثار ظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2035 بما لا يقل عن ثلاثة أمثال.

وأكد العلماء أن الالتزامات الوطنية الحالية بخفض الانبعاثات قد خفضت الاحترار المتوقع بشكل كبير لكنها ليست كافية لمنع تجاوز حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، وهو المستوى الذي ينذر بآثار لتغير المناخ أشد سوءا.

وفي غضون ذلك أكدت دول نامية حاجتها الماسة إلى أموال للتكيف مع تلك الآثار التي بدأت بالفعل، ومنها ارتفاع منسوب مياه البحار وتفاقم موجات الحر والجفاف والفيضانات والعواصف.

وقال أفيناش بيرسود المستشار الخاص لرئيس بنك التنمية للبلدان الأميركية، وهو جهة إقراض متعددة الأطراف تركز على أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، إن تركيز الاتفاق على التمويل أمر بالغ الأهمية في ظل تزايد آثار المناخ.

وأضاف «لكنني أخشى أن العالم لا يزال يفتقر إلى منح سريعة الإصدار للدول النامية التي تتعامل بالفعل مع خسائر وأضرار. هذا الهدف ملح بقدر ما هو صعب».

نص منفصل

أدت الأزمة بين الاتحاد الأوروبي والمجموعة العربية بشأن الوقود الأحفوري إلى تأجيل المحادثات إلى ما بعد الموعد النهائي المفترض أمس الجمعة، مما أدى إلى مفاوضات استمرت طوال الليل قبل التوصل إلى حل وسط.

وقال رئيس مؤتمر كوب30 آندريه كوريا دو لاجو اليوم إن رئاسة المؤتمر ستنشر نصا منفصلا حول الوقود الأحفوري وحماية الغابات، لن يكون متضمنا في اتفاق كوب30 الرسمي، نظرا لعدم وجود توافق في الآراء حول هاتين القضيتين في محادثات المناخ العالمية.

لكنه حث الدول على مواصلة مناقشة القضيتين.

وأوضح «أعلم أن معظمكم متعب. لكن بصفتي رئيسا لهذا المؤتمر، من واجبي أن أشيد ببعض المناقشات المهمة للغاية التي جرت في بيليم والتي يجب أن تستمر خلال الرئاسة البرازيلية، حتى انعقاد مؤتمر كوب القادم، حتى لو لم تنعكس في هذا النص الذي وافقنا عليه للتو».

ووفقا لنص اتفاق اليوم، فإنه يطلق أيضا عملية للهيئات المناخية لمراجعة كيفية مواءمة التجارة الدولية مع العمل المناخي وسط مخاوف من أن تزايد الحواجز التجارية يحد من اعتماد التكنولوجيا النظيفة.