تقرير: الضفة الغربية تشهد أسوأ موجة إرهاب للمستوطنين منذ سنوات

قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، اليوم السبت، إن التطورات في الضفة الغربية تتسارع، حيث تتدهور الأوضاع الأمنية وتتصاعد بشكل لافت الأعمال الإرهابية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين.

وأضاف في تقريره الأسبوعي الذي يرصد الفترة من 14 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أن موسم قطاف الزيتون هذا العام شهد أسوأ موجة إرهاب عرفتها الضفة الغربية منذ سنوات.

حوادث متكررة 

واستعرض التقرير بيانات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حسب صحيفة يديعوت أحرونوت قاطعة في هذا المجال، حيث سجلت خلال عامي الحرب على غزة 1586 حادثة جريمة قومية يهودية، بمعدل حادثتين يوميا، و114 هجوما شنّه مستوطنون ضد الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود والشرطة. 

ووفقا لبيانات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يتراوح نسبة التصعيد بين 20% و25% مقارنة بعدد الحوادث مقارنة بالعام الماضي.

وأشار التقرير، إلى أن ذلك دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين الماضي، إلى الخروج عن صمته الطويل والإعلان بأنه سيعقد اجتماعا عاجلا للحكومة لضمان تقديم الإسرائيليين الذين يقفون وراء الهجمات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى العدالة.

ولفت التقرير، إلى أن «نتنياهو خرج عن صمته ليس من أجل توفير الحماية للفلسطينيين، بل لأن مجموعة صغيرة ومتطرفة تصادمت مع جيش الاحتلال خلال الأحداث المروعة التي شهدتها مؤخرا قرية الجبعة في محافظة بيت لحم». 

مخاوف إسرائيلية 

وأشار التقرير، إلى أن وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس حاول «غسل يديه من عنف المستوطنين»، حيث أكد بعد صدامهم مع الجيش، الذي تزامن مع هجوم المستوطنين على قرية الجبعة، أن الحكومة ستواصل تطوير وتنمية المستوطنات في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مع الحفاظ على القانون وأمن السكان واستقرار المنطقة، وأنه لن يقبل محاولات «حفنة من الفوضويين العنيفين والمجرمين أخذ القانون بأيديهم».

وذكر التقرير، أن كاتس رفض اعتبار الهجمات التي نفذها مستوطنون على مدنيين فلسطينيين في قرية دوما بمحافظة نابلس، حيث أطلقوا النار على المواطنين وأضرموا النيران بممتلكات ومركبات، عملا إرهابيا، فردا على سؤال بشأن ذلك الهجوم، قال كاتس في حديث مع إذاعة الجيش في الثالث من أبريل/نيسان الماضي «لا أعتبر هذا إرهابًا». 

وبحسب التقرير، هؤلاء المستوطنين، الذين يصفهم البعض بـ«المشاغبين» يسمون أنفسهم حسب وسائل إعلام إسرائيلية (كتائب الملك داود) وهم ذاتهم (فتية التلال) ممن تركوا الأطر التعليمية، أو طُرِدوا منها، وهم معروفون لدى المؤسسة الأمنية. 

وأوضح أن هؤلاء المستوطنين، الذين ينفذون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين، ويعملون بشكل منظم، تحت قيادات ميدانية.

وتعتزم سلطات الاحتلال الاستيلاء على نحو 1800 دونم من أراضي بلدتي سبسطية وبرقة إلى الشمال من مدينة نابلس بزعم تطوير موقع سبسطية الأثري، في خطوة تشمل السطو على مساحات واسعة من بساتين الزيتون، ومنحت الأهالي 14 يومًا فقط لتقديم الاعتراضات.

وكانت حكومة الاحتلال قد رصدت في مايو/أيار 2023 مبلغ 30 مليون شيكل للحفريات والتطوير في سبسطية، وبدأت أعمال ترميم في محطة قطار قديمة مجاورة فضلا عن 40 مليون شيكل لتعزيز سيطرتها على المواقع الأثرية في الضفة الغربية