مصر تطالب بوقف إطلاق النار في السودان وإطلاق عملية سياسية شاملة

أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اليوم الإثنين، سلسلة لقاءات دبلوماسية مكثفة على هامش مشاركته في القمة الأفريقية الأوروبية المنعقدة في أنجولا، تناولت تطورات الأوضاع في السودان وتعزيز التعاون مع عدد من الدول الأوروبية.

والتقى وزير الخارجية المصري، بالسيدة آنيت فيبر، مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، حيث أكد أهمية وقف إطلاق النار في السودان وإطلاق عملية سياسية شاملة تحافظ على وحدة البلاد واستقرارها.

واستعرض كذلك نتائج زيارته الأخيرة إلى الخرطوم في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مشددا على ضرورة دعم حكومة الأمل برئاسة كامل إدريس، ورفض أي محاولات لتشكيل حكومة موازية.

كما دعا إلى تفعيل المسار الإنساني لضمان وصول المساعدات دون عوائق، مع تعزيز التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي لحشد الدعم الإقليمي والدولي.

تعزيز العلاقات مع سلوفينيا 

كما عقد الوزير عبد العاطي اجتماعاً مع تانيا فايون، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا، حيث أشاد بالعلاقات الثنائية المتميزة، مؤكداً الحرص على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية، والعمل على تسيير خطوط طيران مباشرة بين البلدين.

تانيا فايون وزيرة خارجية جمهورية سلوفينيا - صورة من وزارة الخارجية المصرية

وتطرق الجانبان إلى تطوير التعاون في الموانئ بين ميناء كوبر والموانئ المصرية، إضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر والميثانول. كما تبادلا الرؤى بشأن الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها غزة، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن وتمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية.

مباحثات مع وزير خارجية البرتغال

وفي لقاء آخر، بحث وزير الخارجية المصري مع نظيره البرتغالي باولو رانجل سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، بالتزامن مع مرور 50 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 

وأكد عبد العاطي أهمية البناء على مخرجات القمة المصرية الأوروبية الأخيرة، بما يعزز الشراكة الاقتصادية ويجذب المزيد من الاستثمارات البرتغالية إلى مصر، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأشاد الوزير المصري باعتراف البرتغال بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025، مستعرضاً الجهود المصرية المستمرة لوقف الحرب في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية. 

كما شدد على أهمية المضي قدماً في تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام وتمكين قوة الاستقرار الدولية من أداء مهامها.

كما التقى الوزير عبد العاطي بالسيدة نانا أوبوكو، نائب رئيس جمهورية غانا، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وتبادل الآراء حول القضايا الاقليمية والقارية.

وأكد الوزير عبد العاطي على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تستند على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون وتحقيق المصلحة المشتركة، مشيداً بالزخم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية والتنسيق المتبادل على المستويين السياسي والاقتصادي، وهو ما انعكس في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين.

كما شدد وزير الخارجية على أهمية زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين، مؤكداً أهمية استغلال الإمكانات الكبيرة للشركات المصرية وإفساح المجال أمام القطاع الخاص للمساهمة في تنفيذ الخطط التنموية الوطنية في غانا، خاصة في مجالات البنية التحتية والسدود والطاقة والتعليم والزراعة.

 

وزير الخارجية المصري والسيدة نانا أوبوكو، نائب رئيس جمهورية غانا - صورة من الخارجية المصرية

في سياق متصل، أشار الوزير عبد العاطي إلى ضرورة تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ودعم دول منطقة الساحل، حيث استعرض الوزير عبد العاطي البرامج والمبادرات التي تنفذها مصر عبر الأزهر الشريف ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بالإضافة إلى المنح التعليمية والتدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لبناء القدرات في مجالات التعليم الفني وتدريب الكوادر الأفريقية.

كما شهد اللقاء تبادل الرؤى حول تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية وجهود إرساء الاستقرار والأمن وتحقيق التنمية، واتفقا على مواصلة التنسيق لتحقيق المصالح المشتركة.

كما التقى وزير الخارجية المصري مع الدكتور محمد سالم ولد مرزوك وزير الشئون الخارجية والتعاون الموريتاني.

وأعرب الوزير عبد العاطي خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع دولة موريتانيا ، مؤكداً الحرص على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتنموية، والبناء على ما يجمع البلدين من روابط وثيقة.

بدر عبد العاطي ومحمد سالم ولد مرزوك وزير الشئون الخارجية والتعاون الموريتاني - صورة من الخارجية المصرية

كما تم بحث آفاق زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري، وتفعيل آليات التنسيق الثنائي في إطار اللجان المشتركة.

كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع على المستويين العربي والأفريقي، حيث أكد الوزيران على أهمية تعزيز التشاور والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة ودعم الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.

والتقى وزير الخارجية مع عبد القادر حسين عمر، وزير خارجية جمهورية جيبوتي، على هامش القمة الأفريقية الأوروبية المنعقدة في أنجولا، حيث جرى استعراض مجمل العلاقات الثنائية وسبل الارتقاء بها في شتى المجالات، فضلاً عن تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أشاد الوزير بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وجيبوتي والزخم الناتج عن زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى جيبوتي في إبريل ٢٠٢٥، مؤكداً حرص مصر على مواصلة الجهود المشتركة من أجل تعزيز التعاون الثنائي، وشدد على أهمية عقد اجتماعات مجلس الأعمال المصري–الجيبوتي بما يسهم في تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين ليتناسب مع مستوى الشراكة الاستراتيجية.
كما أكد الوزير عبد العاطي على أهمية مواصلة التنسيق لتنفيذ المشروعات المشتركة في مجال البنية التحتية والمناطق اللوجستية، وبناء محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والربط الملاحي بين ميناء سفاجا وميناء جيبوتي، مثمناً الافتتاح الرسمي لبنك مصر في جيبوتي وبدء ممارسته نشاطه التجاري باعتباره خطوة مهمة لفتح آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي وتوفير التسهيلات المصرفية اللازمة، فضلاً عن دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز فرص الاستثمار المشترك.
وفيما يتعلق بالأمن المائي، شدد الوزير عبد العاطي على ما تُمثله هذه المسألة من قضية وجودية، مؤكداً على ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة، والتعاون لتحقيق المنفعة المشتركة علي أساس القانون الدولي، ورفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي وأهمية التوافق كمبدأ رئيسي يحكم العلاقات بين الدول المُشاطئة في المجاري المائية العابرة للحدود.

كما التقى وزير الخارجية المصري بالسيد ليون كاكو آدوم وزير خارجية جمهورية كوت ديفوار، على هامش القمة الأفريقية الأوروبية المنعقدة في العاصمة الأنجولية لواندا، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية ودعم التعاون المشترك في مختلف المجالات.
نقل الوزير عبد العاطي تحيات السيد رئيس الجمهورية إلى أخيه الرئيس الحسن واتارا، مقدماً التهنئة على فوزه بولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية التي جرت خلال أكتوبر الماضي، ومتمنياً لكوت ديفوار دوام التقدم والازدهار، معرباً عن التطلع لعقد الدورة الرابعة من آلية المشاورات السياسية بين البلدين برئاسة وزيري الخارجية في أبيدجان خلال العام المقبل، تعزيزاً لمسار التنسيق المستمر بين الجانبين.


كما شدد وزير الخارجية على أهمية الارتقاء بحجم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، داعياً إلى فتح آفاق أوسع أمام الشركات المصرية والقطاع الخاص للاستفادة من الفرص المتاحة في السوق الإيفواري، والمساهمة في تنفيذ الخطط التنموية الوطنية بكوت ديفوار خاصة في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والطرق، والزراعة والصناعات الغذائية والدوائية.
في ذات السياق، أكد الوزير عبد العاطي أهمية تعزيز التعاون العسكري والأمني، ولا سيما في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مشيراً إلى إمكانية تدشين تعاون مؤسسي بين الأكاديمية الدولية لمكافحة الإرهاب في كوت ديفوار ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام بهدف تبادل الخبرات وتطوير برامج تدريب مشتركة.
كما شهد اللقاء تبادلاً للرؤى حول جهود تعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية، لاسيما تطورات الأوضاع في الساحل وغرب أفريقيا، حيث أكد الجانبان ضرورة دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز الجهود الأفريقية في مجالات الوساطة وبناء السلام والتنمية، واتفق الوزيران على مواصلة التنسيق الوثيق والعمل على تعميق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم التطلعات التنموية للبلدين الشقيقين.

وشارك اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بفعاليات الجلسة الافتتاحية في القمة السابعة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي تستضيفها العاصمة لواندا بجمهورية أنجولا، على مدار يومي 24و 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تحت شعار "تعزيز السلام والازدهار من خلال تعاون فعال مُتعدد الأطراف"، وذلك بحضور الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسفيرة نيفين الحسيني، سفيرة مصر لدى جمهورية أنجولا.

وبدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية بتشريف فخامة السيد «جواو لورينسو»، رئيس جمهورية أنجولا، وبحضور عددٍ من قادة الدول والحكومات ومسئولي الاتحادين الأفريقي والأوروبي، وبمشاركة جانب رفيع المستوى من مسئولي المنظمات الدولية والإقليمية، وشركاء المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وممثلي الشباب من القارتين.

وتمثل القمة السابعة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، محطة بارزة لتخليد مرور ربع قرن من الشراكة والتعاون الوثيق بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي، في سبيل تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث تشهد القمة على مدار يومي انعقادها؛ بحث أبرز التحديات المُشتركة، وقضايا السلم، والأمن، والهجرة، وتغير المناخ، والنمو الاقتصادي، وكذا محاور الاقتصاد الأخضر، والصحة، وتمكين الشباب، والتعاون مُتعدد الأطراف، كما تشهد القمة استعراض الفرص الراهنة لتعزيز الشراكة الأفريقية الأوروبية، وسُبل دفع التعاون والتكامل الاقتصادي بين أوروبا والقارة الأفريقية.