محاولة دهس تستهدف المتظاهرين في مدينة اللاذقية بالساحل السوري

تظاهر المئات في مدينة اللاذقية الساحلية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريا، تخللتها اشتباكات، تنديدًا باعتداءات استهدفت الطائفة في الآونة الأخيرة.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين من أبناء الطائفة، وأخرى منددة بالطائفية، من بينها «لا للطائفية»، «أوقفوا قتل العلويين»، «نريد العدالة.. نريد السلام»، «لا للسلاح المنفلت».

محاولة دهس

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى وقوع محاولة دهس استهدفت المتظاهرين بالقرب من دوار الزراعة بمدينة اللاذقية.

ونشر المرصد السوري مقطعًا مُصَوَّرًا  يظهر سيارة يقودها أحد الأشخاص بسرعة جنونية وسط حشد من المتظاهرين.

وتأتي هذه التظاهرات غداة أحداث عنف طائفي شهدتها مدينة حمص في وسط البلاد، تُضاف إلى سلسلة اضطرابات مماثلة شهدتها سوريا خلال الأشهر الماضية.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، أن قوى الأمن الداخلي أمَّنت هذه التجمُّعات لمنع أي حوادث طارئة تستغلّها جهات تروِّج للفوضى، على حد قوله.

وجدد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية التأكيد على أن الوزارة تحفظ حق التعبير عن الرأي للجميع على أن يكون هذا التعبير تحت سقف القانون، ودون الإخلال بالسلم الأهلي.

من جهته، قال مراسل «الغد» إن «هذه التظاهرات انطلقت ظهر اليوم، في العديد من المدن في الساحل السوري، وجبلة، وطرطوس، وسهل الغاب، وريف حماة، بالإضافة إلى بعض نقاط التظاهر الصغيرة في مناطق أخرى مثل وادي الذهب ومدينة حمص».

وأضاف أن «التظاهرات كانت أكثر حدَّة في مدينة جبلة، التي يغلب عليها المكون العلوي والمكون السني، وبالتالي كانت هناك تظاهرات أكبر، وكانت هناك بعض المشاحنات التي تخللت التظاهرات، حيث شهدة مدينة جبلة تظاهرة أخرى كبيرة مؤدية للرئيس أحمد الشرع».

وأشار مراسلنا إلى أن «الإجراءات الحكومية في هذه المناطق كان هدفها تأمين هذه المظاهرات وإيقاف أي مشاحنات بين نقاط التظاهر الموجودة، ومحاولة منع أي استفزاز، كمحاولات إطلاق الرصاص، التي جرت بالفعل في بعض المناطق، خوفًا من أي تصعيد في المنطقة»، مؤكدًا أن «سيارات الأمن العام نفسها تعرضت لبعض الهجمات في هذه المناطق».

وبخصوص إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اعتقالات طالت بعض المتظاهرين، أوضح مراسلنا أنه «حتى الآن لا يوجد أي مصادر رسمية سورية يمكن أن تؤكد أو تنفي هذه الاعتقالات، فالمصادر الرسمية تتحدث عن حماية هذه التظاهرات، وإذا تمت أي اعتقالات في هذا الإطار فإنها تتحدث عن محاولة ضبط القانون، وربما مَن يتم اعتقالهم هم ممن يحاولون إثارة الفوضى وعدم الانضباط ومحاولة الاعتداء على التظاهرة الأخرى».

 

بين مؤيدي النظام السابق والمطالبين بالفيدرالية.. شوارع الساحل السوري مواجهات تشتعل

مشروع الفيدرالية

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مدينة مدينة جبلة في ريف اللاذقية، إضافة إلى عدد من نواحيها وقراها، شهدت مظاهرات سلمية شارك فيها آلاف المواطنين، استجابة لدعوة الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا، الذي دعا إلى وقف العنف والانتهاكات وفتح نقاش وطني حول مشروع الفيدرالية باعتباره مخرجًا سياسيًّا للأزمة في البلاد والإفراج عن المعتقلين.

وأصدر الشيخ غزال غزال، أمس الإثنين، بيانًا مصوَّرًا وجَّه فيه جملةً من الاتهامات والادعاءات بشأن واقع البلاد، متحدثًا عمَّا وصفه بـ«تحوُّل سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات الطائفية».

وقال غزال، في بيانه، إن «الطائفة العلوية لم تُعر يومًا الانتماء الطائفي وزنًا، ولم تعترض على تولي أي مكوِّن سوري الحكم، إيمانًا منها بشرعية الدولة»، مشيرًا إلى أن «أبناء الطائفة سلَّموا سلاحهم للدولة ثقةً منهم بأنها سلطة تمثل الجميع».

ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالقتل على أساس طائفي، مطالبين بإنهاء سياسة التحريض والتمييز، مرددين شعارات تدعم الشيخ غزال غزال وتطالب بإقامة دولة فيدرالية تتجاوز الاصطفافات الطائفية التي فُرضت على المجتمع خلال الأشهر الماضية.

وأشار المرصد إلى خروج مظاهرات في المقابل مؤيدة للرئيس الحالي، أحمد الشرع، حيث شهدت مدينة جبلة ومدينة اللاذقية احتكاكات واشتباكات بين الطرفين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين المطالبين بالعدالة والكرامة.

وشهدت اللاذقية، صباح اليوم، انتشارًا ميدانيًّا في عدد من النقاط الحيوية داخل المدينة، بهدف تأمين التجمعات وضمان سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى تنظيم الحركة المرورية ومنع أي ازدحام قد يعوق سير الحياة اليومية.