تعقد الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر اجتماعًا ثلاثيًّا في نيويورك، اليوم الأحد، لإعادة بناء العلاقات بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة في التاسع من سبتمبر/ أيلول الماضي، وفقًا لما ذكره مصدران مطلعان على التفاصيل لموقع أكسيوس.
يُعد هذا الاجتماع الأرفع مستوى بين الدول منذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة، والذي لعبت فيه قطر دور الوسيط الرئيسي.
ويُعقد هذا الاجتماع في الوقت الذي تستعد فيه إدارة ترمب للإعلان عن انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلة جديدة.
ويستضيف مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف الاجتماع، وسيمثل إسرائيل رئيس جهاز المخابرات الموساد ديفيد بارنيا، كما سينضم إليه مسؤول قطري كبير، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر.
هجوم الدوحة
وكانت انفجارات عدة قد سُمِعت أصواتها في العاصمة القطرية، الدوحة، يوم 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث أفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا أدخنة تتصاعد في سماء حي كتارا بالعاصمة.
وأعلن جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رسميًّا، عن شن غارات في العاصمة القطرية، الدوحة.
وجاء في بيان مشترك لجيش الاحتلال والشاباك أن «الجيش الإسرائيلي والشاباك، من خلال سلاح الجو، قاما بشن هجوم مُركَّز قبل وقت قصير، استهدف قادة الصف الأول في تنظيم حماس».
وأضاف البيان أن «القادة الذين تم استهدافهم قادوا نشاط التنظيم لسنوات طويلة، وهم مسؤولون بشكل مباشر عن هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول وعن إدارة الحرب ضد إسرائيل».
وأشار البيان إلى أنه «قبل الهجوم، تم اتخاذ خطوات لتقليل المساس بغير المتورطين، بما في ذلك استخدام ذخيرة دقيقة ومعلومات استخباراتية إضافية».
واختتم البيان بالقول إن «الجيش الإسرائيلي والشاباك سيواصلان العمل بحزم لحسم المعركة ضد تنظيم حماس المسؤول عن هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول».
بيان مشترك لنتنياهو وكاتس
كما أصدر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش إسرائيل كاتس، بيانًا مشتركًا، جاء فيه أنه «أمس، بعد العمليات (الإرهابية) الدموية في القدس وغزة، وجَّه رئيس الحكومة نتنياهو جميع الأجهزة الأمنية للاستعداد لإمكانية تصفية قادة حماس، وقد أيَّد وزير الأمن هذا الاقتراح بشكل كامل».
وأضاف البيان: «على ضوء فرصة عملياتية، وبعد التشاور مع جميع قادة المنظومة الأمنية وبدعم كامل، قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن تنفيذ التوجيه الذي أُعطي أمس للجيش الإسرائيلي وللشاباك، وقد نفذوه بدقة وبأفضل صورة ممكنة».
وتابع البيان: «رئيس الحكومة ووزير الأمن اعتبرا أن العملية مبرَّرة تمامًا في ضوء كون هذه القيادة في حماس هي التي بادرت ونظّمت مجزرة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ولم تتوقف منذ ذلك الحين عن إطلاق عمليات دموية ضد إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك تبني المسؤولية عن قتل مواطنينا في العملية (الإرهابية) أمس في القدس».
فشل العملية الإسرائيلية
وفي وقت لاحق، أعلنت حركة حماس عن فشل محاولة اغتيال الوفد المفاوض من قادتها من قبل الاحتلال في الدوحة.
وقالت حماس، في بيان لها، إن «محاولة الاحتلال الصهيوني الغادرة اغتيال وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة؛ جريمة بشعة وعدوان سافر، وانتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية».
وأضافت حماس أن هذه الجريمة «مثَّلت عدوانًا على سيادة دولة قطر الشقيقة، التي تضطلع مع الشقيقة مصر بدورٍ مهم ومسؤول في رعاية الوساطة والجهود الرامية إلى وقف العدوان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين ما يكشف مجددًا الطبيعة الإجرامية للاحتلال ورغبته في تقويض أي فرص للتوصل إلى اتفاق».
وفي حين أكدت حماس فشل محاولة اغتيال قادتها، فقد أعلنت عن استشهاد آخرين وهم: الشهيد جهاد لبد (أبو بلال)، مدير مكتب الدكتور خليل الحية، والشهيد همام الحية (أبو يحيى)، نجل الدكتور خليل الحية، والشهيد عبد الله عبد الواحد (أبو خليل)، مرافق، والشهيد مؤمن حسونة (أبو عمر)، مرافق، والشهيد أحمد المملوك (أبو مالك)، مرافق.
كما نعت حماس الشهيد الوكيل عريف/ بدر سعد محمد الحميدي، من منتسبي الأمن الداخلي القطري.
وقالت حماس إن استهداف الوفد المفاوض في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنهم يسعون بشكل متعمد لإجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية، غير آبهين بحياة أسراهم لدى المقاومة، ولا بسيادة الدول، ولا بأمن المنطقة واستقرارها.
وحملت حركة حماس «الإدارة الأميركية المسؤولية المشتركة مع الاحتلال عن هذه الجريمة، بسبب دعمها الدائم للعدوان وجرائم الاحتلال على شعبنا».
وأضافت: «لقد برهنت هذه الجريمة أن الاحتلال الصهيوني خطر داهم على المنطقة والعالم، وأن نتنياهو يحاول شطب قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا، ودفعه نحو التهجير القسري، مستمرًا في مخططاته الإجرامية للإبادة والتطهير العرقي والتجويع والتهجير».
ودعت حركة حماس «دول العالم، والأمم المتحدة، وكل القوى الحية والضمائر الحرَّة، إلى إدانة هذا العدوان الإجرامي على دولة قطر الشقيقة، والتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي، وإنصاف شعبنا الفلسطيني، ودعم حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير».
كما أكدت الحركة على أن «محاولة الاغتيال الجبانة لن تغيِّر مواقفنا ومطالبنا الواضحة، والمتمثلة في: الوقف الفوري للعدوان على شعبنا، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وتبادل اسرى حقيقي، وإغاثة شعبنا والإعمار».
كذلك، أكدت حركة حماس أن «هذه الجرائم الإرهابية لن تنال من عزيمة حركتنا وقيادتنا، ولن تحيد بنا عن التمسك بحقوق شعبنا الوطنية، وعن مواصلة طريق المقاومة حتى زوال الاحتلال عن أرضنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
تراجع قطري عن الوساطة
وردًّا على ذلك، تراجعت قطر عن دورها كوسيط بين إسرائيل وحماس، وأدانت الدول العربية حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل جماعي، وضغطت على إدارة ترمب لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب.
في وقت لاحق من ذلك الشهر، اتصل نتنياهو برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من البيت الأبيض، بناءً على طلب ترمب، للاعتذار عن الضربة.
واستأنف القطريون دورهم في الوساطة، لكن العلاقات بين إسرائيل وقطر - وهما من أهم شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط - ظلت فاترة.
