ظاهرة غريبة تغزو المجتمع الموريتاني ..
الغالبية الساحقة مشاركة..
لاتمييز بين الحقيقة والشائعة
الأنترنت ... سلاح ذوحدين..
منذ سنوات بدأت ظاهرة تغزو المجتمع، تتجلى في كون كل من يملك هاتفا بات يظن نفسه مؤهلا للكتابة وتوجيه الرأي العام، بين معتبر نفسه صحفيا والصفة الجديدة" صانع محتوى رقمي" وبين من يرى أن الكتابة والنشر مسألة تسلية وترفيه ليس إلا .
الغريب في الظاهرة أن "الحابل اختلط بالنابل" في بلادنا فلم تعد هنالك كتابة صحفية مهنية حقيقية، أو كتاب مقلات رأي يمتلكون الزاد المعرفي والرؤية الرصينة ويعرفون مطبات الكتابة وموانع النشر.
بل إن المتعلمين والكثير من العامة صاروا يمارسون مايصفونه بالكتابة، ويحاولون التأثير في الرأي العام بطرق شتى من خلال الشائعات والأخبار الكاذبة تارة، والنيل من الأعراض وافتراض حروب طواحين وهمية من أجل زيادة عدد المتابعين، المهم ان يثبتوا وجودهم في الساحة والعواقب لا تهمهم .
في موريتانيا يصعب اليوم أن تميز بين الحقيقية والشائعة، فالكثير من وسائل الإعلام التي توصف بالمستقلة لها توجهات تدور في فلكها، والإعلام الرسمي معروف الخط التحريري، أما المنصات ومن يقف وراءها فهي تعوم في لجيّ ولا تدري من يقف وراءها، ولا توجد لها ضوابط قانونية تلزمها بالتحري والبحث عن الحقيقية، بل إن همّ الكثير منها يبحث عن ""ترند" والتشويق على حساب المصداقية .
الانترنت اختراع عجيب يجلب لك المنافع والعكس صحيح، كأي تقنية حديثة فهو "سلاح ذو حدين" ولكن لن نظلم الشبكة العنكبويتة فالمستخدم هو من عليه المدار والملاحظ أن استخدام الكثيرين من الموريتانيين للأنترنت في جانب النشر مازال يغلب عليه الجانب السلبي والسطحي مثل الشائعات ونشر ما لا يفيد.
ختاما: إن مجتمعا ليس فيه إعلام حقيقي مهني، يصعب أن تميز فيه الحقيقة أو تتصدى للشائعات، وللأسف فإن حقب تمييع الصحافة المكتوبة مازال البلد يدفع ثمنها، وانتقلت فوضى التمييع للإلكترونية والسمعية البصرية.
باختصاريجب ضبط المشهد الإعلامي الحالي بشكل فعال أولا، ووضع ضوابط للوسائط الجديدة حتى يكون الجميع تحت طائلة القانون ثانيا .
