أضواء على الوزراء الأول بموريتانيا

أظهرت إحصائية أعدها فريق من وكالة الأخبار المستقلة حول الشخصيات التي تولت منصب الوزير الأول في موريتانيا منذ بداية ما عرف بالمسلسل الديمقراطي 1991 استئثار المهندسين والاقتصاديين على هذا المنصب، مع حضور أقل لاختصاصات أخرى أبرزها القانون.

ويكلف من يتولى هذا المنصب الذي استحدث في دستور الـ20 يوليو 1991، بتحديد "سياسة الحكومة تحت إشراف رئيس الجمهورية"، وبإدارة وتنسيق عمل الحكومة، وبتوزيع المهام بين الوزراء، وذلك وفقا للمادة: 42 من الدستور.

كما ألزمته هذه المادة بتقديم برنامج حكومته أمام البرلمان في أجل أقصاه شهرا واحدا بعد تعيين الحكومة، وكذا التعهد بمسؤولية الحكومة عن هذا البرنامج.

متوسط عمر في ازدياد

وعين في منصب الوزير الأول خلال الفترة ما بين إبريل 1992 ويوليو الجاري 2024 (32 سنة) 11 شخصية، تراوحت فترة بقائهم في المنصب ما بين ثلاثة أشهر، و6 سنوات وسبعة أشهر، حيث كان يحي ولد أحمد الوقف أقلهم فترة، والشيخ العافية ولد محمد خونه أطولهم فترة.

ويلاحظ أن متوسط أعمار من تولوا هذا المنصب ظل في ازدياد مع الزمن، فمتوسط أعمار من تولوا المنصب خلال فترة حكم معاوية ولد الطائع كان 40 سنة، ثم ارتفع متوسط أعمار من تولوا المنصب خلال فترة الرئيس الراحل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إلى 43.5 سنة.

أما متوسط أعمار من تولوا المنصب خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فقفز إلى 55 سنة، ليرتفع خلال المأمورية الأولى للرئيس محمد ولد الغزواني إلى 57 سنة.

سيطرة للهندسة

وسيطر المهندسون على المنصب أغلب هذه الفترة، حيث كان من بين من تولوا المنصب خمسة مهندسين، وثلاثة اقتصاديين، وقانونيان، إضافة لمختص في مجال المعادن.

وقائمة المهندسين الذي تولوا المنصب هم الشيخ العافية محمد خونه، ويحي ولد حدمين، ومحمد سالم البشير، وإسماعيل بده الشيخ سيديا، ومحمد ولد بلال.

أما المختصون في الاقتصاد أو المالية، فهم سيدي محمد ولد ببكر، والزين ولد زيدان، ويحي ولد أحمد الوقف، إضافة للقانونيين اسغير ولد امبارك، ومحمد الأمين ولد اكيك، ومن خارج هذه المجالات جاء المختص في مجال المعادن الدكتور مولاي ولد محمد الأغظف.

أما توزعهم جغرافيا، فقد تولى منتمون لولاية الحوض الشرقي المنصب لمدة 19 سنة و9 أشهر، أي نحو 7201 يوما، وذلك من أصل 11.753، وهو ما يمثل نسبة 61% من مجموع الفترة.

فيما تولاه منحدر من ولاية البراكنة لفترة 5 سنوات و5 أشهر، أي 1975 يوما، وهو ما يمثل نسبة 17% من الفترة، وتولاه منتمون لولاية الترارزة لـ4 سنوات و11 شهرا، أي نسبة 15% من الفترة.

وكان حظ المنتمين لولاية الحوض الغربي من المنصب سنة و10 أشهر، أي نسبة 6% من الفترة، فيما تولاها منحدر من ولاية تكانت لفترة 3 أشهر فقط، أي أقل من 1% من الفترة.

وصول عبر الوزارة

وكان لافتا أن غالبية الوزراء الأول وصلوا المنصب قادمين من حقائب وزارية أو ما في رتبتها، أو من مناصب سامية، فثمانية منهم (نسبة 72%) اتخذوا من إحدى الحقائب الوزارية محطة قبل الوصول إلى الوزارة الأولى، وتاسعهم تولى سابقا منصب محافظ البنك المركزي، ووصلها العاشر من سفارة خارجة البلاد، والحادي عشر من عمادة إحدى كليات جامعة نواكشوط.

ومع أن غالبية هذه الشخصيات تولت المنصب لمرة واحدة، إلا أن أربعة منهم تولوه أكثر من مرة.

وكان الدكتور ولد محمد الأغظف الأكثر تعيينا في المنصب، حيث تولاه أربع فترات متتالية، خلال الفترة من أغسطس 2008، إلى فبراير 2014، وتولاه الوزير الأول الحالي محمد ولد بلال لثلاث فترات متتالية، فيما تولاه كل من سيدي محمد ولد ببكر، والشيخ العافية ولد محمد خونه، لفترتين منفصلتين.

وهذه قائمة الوزراء الأول من إبريل 1992 إلى نهاية يوليو 2024 (أي نحو 32 سنة، و11.753 يوما).

أولا: سيدي محمد ولد ببكر، (تولى المنصب وعمره نحو 34 سنة)، وهو أول من يتولاه عقب أول انتخابات رئاسية في البلاد بناء على دستور 20 يوليو، وقد عين فيه يوم 18 إبريل 1992، وأقيل منه يوم 02 يناير 1996.

كما عاد لنفس المنصب عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق معاوية ولد الطائع أغسطس 2005، حيث عين وزيرا أول يوم 07 أغسطس 2005، وأقيل منه يوم 19 إبريل 2007، أي أنه مكث في المنصب 5 سنوات و5 أشهر، (1975 يوما).

ثانيا: الشيخ العافية ولد محمد خونه (تولى المنصب وعمره نحو 40 سنة)، وقد عين فيه يوم 02 يناير 1996، عقب إقالة ولد ببكر، وأقيل منه يوم 18 ديسمبر 1997.

ثم عين مرة أخرى في نفس المنصب، يوم 16 نوفمبر 1998، وأقيل منه يوم 06 يوليو 2003، عقب المحاولة الانقلابية التي تعرض نظام ولد الطايع، ونفذها فرسان التغيير، وقد بقي ولد محمد خونه في المنصب 6 سنوات و7 أشهر، (2409 أيام).

ثالثا: محمد الأمين ولد اگيگ (تولى المنصب وعمره نحو 38 سنة)، وقد عين فيه يوم 18 ديسمبر 1997، وأقيل منه يوم 16 نوفمبر 1998، أي أنه بقي في المنصب، 11 شهرا، (333 يوما).


رابعا: اسغير ولد امبارك (تولى المنصب وعمره نحو 48 سنة)، وقد عين فيه يوم 06 يوليو 2003، وأقيل منه يوم 07 أغسطس 2005 عقب الإطاحة بولد الطايع، أي أنه بقي في المنصب سنتان وشهرا، (763 يوما).

خامسا: الزين ولد زيدان (تولى المنصب وعمره نحو 40 سنة)، وقد عين فيه يوم 21 إبريل 2007، عقب تنصيب أول رئيس منتخب في البلاد، وبناء على اتفاق سياسي أبرم قبل الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية، حيث كان ولد زيدان قد حل ثالثا في الشوط الأول، وقد أقيل من المنصب يوم 06 مايو 2008، أي أنه بقي في المنصب سنة وأسبوعين، (382 يوما).

سادسا: يحي ولد أحمد الوقف (تولى المنصب وعمره نحو 47 سنة)، وقد عين فيه 06 مايو 2008، وأطيح به من المنصب بعيد الانقلاب الذي تعرض له الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يوم 06 أغسطس 2008، أي أنه بقي في المنصب ثلاثة أشهر (92 يوما).

سابعا: مولاي ولد محمد لغظف (تولى المنصب وعمره نحو 50 سنة)، وقد عين فيه يوم 14 أغسطس 2008، بعيد الانقلاب بتسعة أيام تقريبا، وبقي في المنصب حتى يوم 02 فبراير 2014، أي أنه بقي فيه 5 سنوات و11 شهرا، (2166 يوما).

ثامنا: يحي ولد حدمين (تولى المنصب وعمره نحو 60 سنة)، وعين فيه يوم 20 أغسطس 2014، وأقيل منه يوم 29 أكتوبر 2018، أي أنه بقي في المنصب 4 سنوات وشهرين، (1530 يوما).

تاسعا: محمد سالم ولد البشير (تولى المنصب وعمره نحو 55 سنة)، وعين فيه يوم 29 أكتوبر 2018، وأقيل منه يوم 03 أغسطس 2019 بعيد تنصيب الرئيس محمد ولد الغزواني، أي أنه بقي في المنصب 9 أشهر وأسبوعا، (279 يوما). 

عاشرا: إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا (تولى المنصب وعمره نحو 58 سنة)، وعين فيه يوم 03 أغسطس 2019، وأقيل منه يوم 06 أغسطس 2020، أي أنه بقي في المنصب نحو سنة، (367 يوما).

الحادي عشر: المهندس محمد ولد بلال (تولى المنصب وعمره نحو 56 سنة)، وعين فيه المنصب يوم 06 أغسطس 2020، وما زال يتولاه إلى اليوم، أي أنه بقي في المنصب أكثر من 4 سنين، (نحو 1460 يوما).