في السنوات الأخيرة، ازداد اهتمام الكثيرين بفكرة تغيير الوظيفة، وهي مسألة تثير الكثير من التساؤلات والاهتمام، إذ تعد الرغبة في البحث عن فرص جديدة وتحديات مختلفة من أبرز الأسباب التي تدفع الأفراد للتفكير في هذا القرار.
ويمكن أن يكون الشعور بالروتين والملل في الوظيفة الحالية دافعاً قوياً للبحث عن تغيير يمنح حياة مهنية أكثر إثارة وتحفيزاً.
بالإضافة إلى ذلك، قد يسعى البعض إلى تغيير وظيفتهم بحثاً عن بيئة عمل أفضل أو راتب أعلى أو توازن أفضل بين الحياة الشخصية والمهنية.
من الأسباب الأخرى التي تدفع الأفراد لتغيير وظائفهم هي التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية التي تفرض نفسها على سوق العمل. قد يجد البعض أن وظائفهم الحالية تتراجع في الأهمية أو تواجه خطر الزوال، ما يدفعهم للبحث عن وظائف في مجالات أكثر استقراراً ونمواً. كذلك، قد تكون الرغبة في تطوير المهارات واكتساب خبرات جديدة من الدوافع القوية للتغيير، خاصة في ظل الاقتصاد المعرفي الذي يتطلب التكيف المستمر مع متغيرات السوق واحتياجاته.
ستة اعتبارات أساسية
وفي هذا السياق، استعرض تقرير لمعهد الإدارة المعتمد (CMI) في المملكة المتحدة، ستة اعتبارات أساسية يجب عليك التفكير فيها قبل تغيير الوظيفة.
أولاً- تعمق في السبب وراء ذلك
لماذا تريد تغيير مسارك المهني؟ ما الذي يدفعك إلى ترك دورك الحالي وما الذي يجذبك نحو دور جديد؟ من المهم للغاية أن تتعرف إلى ما يحفزك، وما الذي يجعلك تشعر بالرضا، وأن تفهم ما تحتاجه من حياتك المهنية مقابل ما ترغب فيه.
ثانياً- الق نظرة صادقة على مهاراتك ونقاط قوتك
هل تفهم كل مهاراتك ونقاط قوتك؟ ما الذي تجيده بشكل جيد؟ وما الذي تستمتع به؟ مجرد كونك بارعاً في التعامل مع الأرقام على سبيل المثال لا يعني أنك ستستمتع بالعمل كمحاسب.
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس لا يغيرون مساراتهم المهنية هو أن 69 بالمئة منهم يعتقدون بأن هناك عدم توافق بين مهاراتهم الحالية والمهارات التي يحتاجون إليها في حياتهم المهنية الجديدة. ويجد الكثيرون صعوبة في فهم إمكانية نقل مهاراتهم وخبراتهم.
ثالثاً- كن واقعيا بشأن وظيفتك الجديدة
أفضل طريقة لفهم ما يستلزمه العمل الجديد هو التحدث إلى شخص يعمل بالفعل في هذا المجال. اطلب منه أن يكون صادقاً بشأن إيجابيات وسلبيات العمل الجديد، وكيف تبدو الحياة اليومية بالنسبة له، وما هي المهارات والخبرة والتدريب الذي قد يكون مفيداً له.
رابعاً- جرب مهنتك الجديدة
هناك العديد من الطرق الإبداعية "للربط" بين مهنتك القديمة والجديدة، على سبيل المثال، العمل بدوام جزئي أو في عطلات نهاية الأسبوع، أو التطوع، أو التدريب أو إعادة التدريب.
خامساً- الق نظرة جيدة على أموالك!
قد تفكر في تغيير مسارك المهني مما قد يؤدي إلى انخفاض الأجر - على الأقل في البداية. عند مقارنة الأدوار القديمة والجديدة، يقارن الكثيرون الدخل ولكنهم ينسون مقارنة التغييرات بالنفقات. على سبيل المثال، قد يجعل التوفير في نفقات السفر خفض الأجر أمراً ممكناً.
سادساً- استعن بمدرب
بالنسبة لـ 30 بالمئة من الأشخاص، فإن الحاجز الذي يحول دون تغيير المهن هو إما الافتقار إلى الثقة أو الخوف من التغيير . يمكن لمدرب التحول الوظيفي أن يساعد هنا من خلال العمل كشريك فكري، والسير معك خلال التفكير خطوة بخطوة.
شروط الوظيفة الجديدة
بدوره، يقول الخبير الاقتصادي، ياسين أحمد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": إنه في حالة اتخاذ الشخص القرار النهائي بشأن تغيير وظيفته لابد أن يبحث عن وظيفة جديدة تتناسب مع أهدافه واحتياجاته ورغباته، وتستبعد الأسباب التي جعلته يغير وظيفته القديمة حتى لا يضطر أيضاً بعد فترة للتفكير في ترك هذه الوظيفة الجديدة.
وعدَّدَ الخبير الاقتصادي، العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند تغيير المهنة أو الوظيفة:
- قبل ترك العمل لابد من إيجاد وضمان مهنة أو وظيفة جديدة، لكي لا تتعطل عن العمل يوماً.
- العمل في وظيفة يكون لدى الفرد الخبرة الكافية لشغلها؛ لأن الأفضل أن تختار مهنة لديك خبرة بها حتى لا تبدأ من الصفر، أو مهنة ضمن مجال تخصصك الأكاديمي.
- الراحة النفسية في العمل شيء ضروري للنجاح به، ومن الأفضل البحث عن عمل تحبه ويؤمن هذه الراحة النفسية التي تشجعك على الابتكار والإبداع في العمل.
- الاستقرار الوظيفي: حتى لا تكون مضطراً لتغيير وظيفتك مرة أخرى.
- أجر العمل الجديد: يفضل البحث عن عمل جديد يلبي طموحاتنا المادية نوعاً ما، طبعاً دون المبالغة وبما يتناسب مع نوع العمل ومؤهلاتنا.