المسابقات الوطنية: بين التنظيم المقبول والنواقص المعيقة

                                

الجديد نيوز/ محمد ولد أعمر

صدرت نتائج المسابقات الوطنية الأسبوع الماضي،  ومع أن نسبة النجاح كانت متفاوتة فيها  إلا عرفت تنظيما جيدا خلال السنة الدراسية المنصرمة، بيد أن هذه المسابقات ما زالت تعرف نواقص كثيرة معيقة لارتفاع نسبة النجاح فيها.

العرض التالي يناقش المسابقات الوطنية بنين التنظيم المقبول والنواقص المعيقة .

 

قطاع التعليم: اهتمام رسمي كبير

تولي الدولة اهتماما رسميا كبيرا لقطاع التعليم تترجمه الميزانية المرصودة له في العامين الماضيين وهي ما بين 6ـ 8  مليار أوقية قديمة ، بالإضافة إلى مصادر بشرية كبيرة تربو على 10 آلاف بين موظف وإداري ومؤطر، وبينة تحتية كبيرة تتوسع سنويا في كل أنحاء الوطن.

مشاكل كثيرة تساهم في إضعاف التعليم بموريتانيا من أهمها: فوضى انتشار الخريطة المدرسية بسبب ظاهرة التقري العشوائي الفوضوي وبناء مدارس على أساس اعتبارات ضيقة، وظاهرة الاكتظاظ والتسيب الإداري في كثير من المدارس نتيجة ضعف المتابعة الإدارية الصارمة، بالإضافة لنقص كبير في الطواقم التربوية في الفصول بشكل عام وفي اللغات والمواد العلمية بشكل خاص.

 علاوة على ما سبق فإن ضعف التعليم في المراحل السابقة أثر على مستوى بعض المدرسين مما كان له انعكاس سلبي على التدريس والتأطير داخل الأقسام.

كما أن اختلاط التعليم بالتجارة ساهم في تدني المستويات حيث يتجاوز التلميذ تلقائيا في أغلب المدارس الحرة ما دام يفي بأقساطه الشهرية.

نسب نجاح متفاوتة

عرفت مسابقة ختم الدروس الابتدائية نسبة نجاح مرتفعة حيث وصلت 56.72 مقارنة بـ 55,72 بالعام الماضي، أما مسابقة امتحان شهادة الدروس الإعدادية فقد تدنت نسبة النجاح فيها 12 بالمائة حيث وصلت النسبة إلى 27.5 بالمائة مقارنة بـ 39.1  العام الماضي.

ومع أن هاتين المسابقتين لا تحظيان بنفس الاهتمام  الذي تحظى يه مسابق "الباكلوريا" مجتمعيا،  فإن هذه الأخيرة شهدت ارتفاعا في نسبة النجاح في الدورة الأولى هذا العام، حيث وصلت النسبة إلى 23 مقارنة بـ 15 بالمائة العام  الماضي .

ومن المنتظر  أن ترتفع نسبة النجاح العامة بعد صدور نتائج الدورة الثانية المرتقبة.

ويعتبر العام 2020 أفضل عام يسجل أعلى نسبة نجاح في هذه المسابقة؛ حيث وصلت النسبة 16 بالمائة بينما كانت بحدود 8 بالمائة في العام 2021 وفي 2019 وصلت 10 في المائة  

وتعتبر هذه النسبة ضعيفة جدا بالمقارنة مع نسب النجاح في دول الجوار:

تونس: 42 بالمائة

المغرب: 67 بالمائة

الجزائر: 58 بالمائة

السنغال: 48.7 بالمائة

مالي: 67.8 بالمائة

وتشير الأرقام إلى أن المسابقات الوطنية ترشحت لها الأعداد التالية:

ختم الدروس الابتدائية: 108689 مترشح

ختم الدروس الإعدادية: 68531  مترشح 

الباكلوريا: 47217 مترشح

أسباب شتى ونتيجة واحدة

هنالك أسباب عديدة يرجع لها المهتمون تدني نسبة النجاح في المسابقات الوطنية منها:

  • ضعف التعليم الرسمي 
  • فوضى النجاح في أغلب مؤسسات التعليم الخصوصي (اختلاط التعليم بالتجارة)
  • ارتفاع عدد المترشحين وضعف مستوى كثير منهم
  • ضعف مستوى التدريس في المؤسسات الرسمية وغياب وسائل الإيضاح في المواد العلمية وضعف المستوى في اللغات خاصة الأجنبية
  • الاكتظاظ في فصول السنوات التحضيرية للمسابقات
  • الضغط النفسي الذي يتعرض له التلميذ داخل البيت وفي الوسط العام وتخويفه من المسابقات

إصلاح من الداخل:

إن إصلاح وسير نظام المسابقات الوطنية ورفع نسبة النجاح يحتم الأخذ بالمقترحات التالية:

ـ ضبط عدد المترشحين في أرقام معقولة (منع الترشح على من لم يتابع الدراسة بشكل فعلي فيما عدا شعبة الآداب الأصلية) 

ـ وضع المترشحين في ظروف تعليمية أفضل (عدد معقول في الفصول التحضيرية )

ـ توفير أساتذة أكفاء ميدانيين لهم خبرة في تدريس مواد الباكلوريا 

تخفيف الضغط  النفسي العائلي والعام على المترشحين

العناية بالتصحيح حتى لا يظلم التلاميذ وتضيع جهودهم.

بالتعليم تزدهر الأمم وترفع التحديات..العلم نور والجهل ظلمات..حان الوقت لإصلاح المسابقات الوطنية حتى نخلق جيلا وطنيا عالية الهمة.