بلغ محمد صلاح عامه الـ 32 هذا الصيف، ورغم ذلك لم يقل مستواه الفني والبدني، فلا يزال يركض بسرعته المعتادة ويسجل ويصنع الأهداف بنفس الوتيرة، ما جعل العديد من عشاق كرة القدم يتساءلون عن الوصفة السحرية التي اتبعها الموهبة المصرية "النادرة" للحفاظ على لياقته البدنية، وتحقيق هذه الاستمرارية التي غيرت "نوعاً ما" الصورة النمطية عن اللاعب المصري في الملاعب الأوروبية.
يعي محمد صلاح جيداً أن مواصلة العمل الشاق والاهتمام بلياقته البدنية والتدرب بصفة مستمرة دون كلل أو ملل، سيعني حصوله على المزيد من المكافآت في مسيرته، وبالتقدير الذي يستحقه من جانب إدارة ليفربول بتمديد عقده بالشروط الذي يُمليها، وإذا لم يفعل ليفربول ستفعل أندية أخرى تكافح من أجل الظفر بخدماته سواء في الدوري الإنجليزي مثل نيوكاسل أو في السعودية مثل الأهلي.
ويُخطط النجم المصري لتمديد إقامته على ملعب أنفيلد لمواسم قادمة من أجل تعزيز أرقامه القياسية على الصعيدين المحلي والقاري، وترسيخ وتأكيد أسطورته التي ستُخلد في كتب التاريخ الرياضي عموماً.
واستمر أمثال كريستيانو رونالدو وريان غيغز فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وباولو مالديني، وحتى زميل صلاح السابق في ليفربول "جيمس ميلنر" في اللعب على أعلى مستوى حتى أواخر الثلاثينيات من العمر، بعد العناية الشديدة بأجسادهم ولياقتهم البدنية على مر السنين.
وفي الـ 12 شهراً الأخيرة من عقد محمد صلاح مع ليفربول، لا يزال بنفس الهيئة المذهلة بل زادت عضلاته وارتفعت جودة لياقته البدنية وقوة تحمله ورباطة جأشه في الصراعات الثنائية مع المدافعين العمالقة في البريمييرليغ، فضلاً عن تمكنه من التعافي السريع من الإصابات التي يتعرض لها خلال الموسم، وهو تكرار لقصة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي كَونهما أفضل لاعبي كرة القدم من حيث الاستمرارية في آخر 15 سنة.
حيرة في ليفربول
تسببت استمرارية محمد صلاح بعد أن كسر سن الـ 30، في تسلل الحيرة إلى مسؤولي ليفربول بشأن تمديد عقده الذي سينتهي في يونيو 2025، ومدة التعاقد الجديدة التي سيحصل عليها، وقيمة الراتب الذي يصل حالياً لـ 350 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع الواحد.
نفس الحيرة كانت أصابت فلورنتينو بيريز ورفاقه في إدارة ريال مدريد قبل كل تجديد وزيادة مالية في عقد كريستيانو رونالدو الذي انتهى به المطاف خارج سانتياغو برنابيو في قمة مجده بعد إهداء النادي اللقب الـ 13 في تاريخه بدوري أبطال أوروبا والثالث على التوالي.
وعاد "مو صلاح" إلى التدريب قبل فترة من بداية الموسم الجديد 2025-24 للعمل مع المدرب الجديد للريدز آرني سلوت، وخضع لاختبار لياقة بدنية على الرغم من كونه أحد اللاعبين القلائل ذوي الخبرة في ملعب التدريب في ذلك الوقت، حتى أن أحد أعضاء الجهاز الفني لليفربول وصف صلاح بأنه "رائع" عند عودته من العطلة.
ما هو النظام الغذائي لمحمد صلاح؟
يسير محمد صلاح على نظام غذائي صارم يساعد جسده على البقاء بنفس الوزن دون أن يتأثر بتوقف نشاط فريقه أو منتخب بلاده أو عند الحصول على راحة سلبية من المشاركة في المباريات التنافسية أو التدريبات الجماعية.
كما يواظب صلاح على العمل في صالة الألعاب الرياضية داخل منزله، وهذا ما يظهره بصفة مستمرة خلال صور ينشرها بشكل روتيني عبر حساباته الرسمية بمنصات إكس وإنستغرام.
ووفقًا لصحيفة ديلي ميل، فإن جزءاً كبيراً من سر صلاح في كونه في حالة بدنية جيدة هو نظامه الغذائي، فلدى الدولي المصري طباخه الشخصي، المكلف بإعداد جميع الأطعمة والوجبات الغذائية المناسبة للبقاء في حالة جيدة وبوزن شبه ثابت.
الأطعمة الخارقة والكشري.. ماذا يأكل محمد صلاح؟
أكد محمد صلاح في عدة لقاءات تلفزيونية أنه يأكل البروكلي مع كل وجبة تقريباً إلى جانب "الأطعمة الخارقة" الأخرى، والمقصود هنا بالأطعمة الخارقة - وهو مصطلح جديد إلى حد ما - المكونات التي توفر أقصى قدر ممكن من الفوائد الغذائية بأقل سعرات حرارية، وهي مليئة بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
هذا مجرد جزء قليل من وصفة النجاح الخاصة بمحمد صلاح، بالإضافة إلى طبق "الكشري" المفضل لأيقونة ليفربول والذي تربى عليه منذ أن كان ناشئاً في نادي المقاولون العرب.
والكشري هو أكلة شعبية مصرية يتكون من الأرز والمعكرونة والحمص والبصل والعدس وصلصة الطماطم، وظهر صلاح يتناوله في أحد الإعلانات التجارية العام الماضي.
غرفتان في المنزل "الجيم والضغط العالي"
حرص صلاح على تزويد منزله بغرفتين للألعاب الرياضية (الجيم) بالإضافة إلى بعض المعدات الرائعة التي تساعد في الحفاظ على رشاقة الجسد ولياقته.
وبحسب ديلي ميل "يمتلك محمد صلاح غرفة ضغط عالي في منزله، والتي تهدف إلى مساعدة الرئتين على نشر المزيد من الأكسجين في جميع أنحاء الجسم من خلال مستويات ضغط الهواء أعلى بثلاث مرات من الظروف الطبيعية".
ويحتوي منزل محمد صلاح على مرافق للعلاج بالتبريد والتي تشمل آلات تعمل بالثلج يستهدف بها تضييق الأوعية الدموية لتقليل التورمات التي قد يتعرض لها أثناء المباريات والالتحامات القوية مع الخصوم.
ماذا يفعل صلاح في شهر رمضان؟
من المذهل رؤية ثبات مستوى محمد صلاح في معظم أيام الموسم خاصةً فيما يتعلق بنظامه التدريبي أثناء شهر رمضان الذي يصوم خلاله لساعات طويلة في النهار وتختلف فيه مواعيد النوم وغيرها من العادات.
ويتعين على الجناح المصري تكييف روتينه مع التدريبات والمباريات خلال شهر رمضان، من خلال جلسات الصالة الرياضية في الساعة 2 فجراً، وهو ما كشف عنه صلاح بنفسه أثناء شهر رمضان، بعرض فيديوهات تدريباته قبل تناول وجبة السحور.
وتعتقد الصحف البريطانية من خلال تقاريرها "المتواترة" عن لياقة محمد صلاح، أنه يستطيع مواصلة لعب كرة القدم على أعلى مستوى لسنوات عديدة قادمة كما فعل أسطورة مانشستر يونايتد ريان غيغز وأسطورتي أستون فيلا ومانشستر سيتي غاريث باري وجيمس ميلنر.
بالتالي فهو أمام فرصة حقيقية لتحطيم الأرقام القياسية المتعلقة بعدد المشاركات في الدوري الإنجليزي الممتاز، وربما ينافس على أرقام أصعب من هذا الرقم.
لكن إذا لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة جديدة في أنفيلد فسيتحتم عليه أن يبدأ من جديد في مكان آخر أو يستمر في البريمييرليغ بقميص آخر.
من المحتمل أن يكون هناك طابور ضخم من الراغبين والمهتمين بتأمين خدمات لاعب ملتزم بعقلية محمد صلاح، حتى لو طلب الحصول على 350 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، فلن يكون حجر عثرة أمام استمراره في الدوري الإنجليزي إذا ما أجبر على ترك ليفربول لهذا السبب تحديداً.
وبدأ صلاح قبل أيام حقبة جديدة مع نادي ليفربول بعد رحيل يورغن كلوب، بتسجيل هدف وصناعة آخر في اليوم الأول من الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2024-2025 على ملعب إبسويتش تاون تحت قيادة المدرب الهولندي الجديد آرني سلوت.