- بقلم : النائب البرلماني محمد بوي الشيخ محمد فاضل
في حين تتبع جميع الدول سياسة فاعلة في محال الابتعاث الدراسي والمنح الخارجية ( الإحصاءات موجودة على الانترنت )، #جاء القرار الصادم الذي أعلنته وزارة التعليم العالي حول #إخفاء المنح الدراسية الخارجية لطلاب السلك الأول ، الذي أسس على تزلف سياسي لا علاقة له بالتعليم ، وقد يبدو مسيئا أكثر بالرئاسة لربطه قطع المنح الخارجية بها ، وهي التي بغنى عن مثل هذا الإقحام ( غير البريء ) ، كما حمل في تأسيسه وتسبيبه العديد من المغالطات ، منها
#أولا : مغالطة #السيادة :
مفهوم السيادة في التعليم هو مفهوم منهجي يتعلق بخاصيتين أساسيتين هما :
1- #لغة التدريس التي تستمد صفتها السيادية من حضارة البلد وثقافته وقانونه ، خاصة إذا قنن الدستور لغة رسمية للبلد ، وهو خرق سيادي معاش في بلدنا وجامعاتنا تعليما وتعلما ، حيث يجبر التلاميذ والطلاب والمدرسون على استخدام لغة أجنبية واحدة ، وهو فعلا ما يجب تفعيل السيادة الدستورية لتغييره .
2- #المنهج التربوي الذي يعتمد محتواه من دين الدولة وتاريخ الشعب وثقافته وعاداته وحاجاته الحالية في الاختصاصات العلمية واستشراف مستقبله في البحث والتطوير والاكتشاف ، وهو ما يحتاج جهدا كبيرا ، حيث ضارب الشريعة الإسلامية تعوضه الرياضة البدنية ، وحيث ما زالت بعض المواد تدرس بمذكرات مكتوبة في الثمانينات من القرن الماضي .
أما #ادعاء السيادة المكانية فهي مغالطة سطحية الطرح والعرض ، فالعلم لا مكان له ، والبحث عنه مطلب حضاري وشرعي ووطني ؛ لذلك يجب توسيع قاعدة المنح وزيادتها.
#ثانيا : مغالطة #الجودة
لا تحتاج هذه الأكذوبة إلى رد : فأين هي المختبرات ؟ وأين البحوث العلمية ؟ وأين المعامل ؟ وأين الجوائز العلمية ؟ وأين الباحثون ؟
#السادة_الوزارة : كم هي ميزانية البحث العلمي ومخصصاته ؟
#ثالثا : مغالطة #الطاقة_الاستيعابية :
أمعنت الوزارة في التلاعب بمستقبل المتفوقين ، حيث ستجبرهم على دراسة صورية في مدرجات الإلقاء فيها من طرف الأساتذة والاستقبال فيها من طرف الطلاب ، أشبه ما يكون بمشاهدة كرة القدم من الملعب أو مهرجان شعبي ، وذلك بسبب #الاكتظاظ حيث مدرجات تستوعب 500 و 1000 و 2000 ... وهو ما يجعل العملية هزلية إلى حد بعيد .
#رابعا : مغالطة #الأعداد
أظهرت الوزارة إحصائية تتبجح بتوفير 1200 مقعد في تخصصات الطب والهندسة والمعلوماتية والتجارة ، #إلا أن الوزارة تجاهلت ذكر عدد الناجحين الذي يقارب العشرين ألفا ، مما يعني أن البقية سيتركون لمواجهة مصيرهم بأنفسهم .
#خامسا : مغالطة #الأهداف
يهدف هذا الإجراء فعلا إلى :
- #تحويل مخصصات المنح لصفقات بحوالي ( 2.5مليار )
- #منح أبناء النافذين غير المتفوقين بطريق ملتوية
- #تكريس الفوارق الإجتماعية الحالية
#خلاصة_الإجراء :
1- #المتضرر الوحيد من هذا الإجراء هم المتفوقون من أبناء الفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على #تأشيرة ولا يملكون ثمن #تذكرة ولا قدرة لهم على توفير #سكن في الخارج .
2- #المستفيد الوحيد من هذا الإجراء هم: أبناءالوزراء_والنواب_والضباط_والتجار_وكبار_الموظفين الذين سيجدون مقاعد التسجيل في الخارج #خاوية وفارغة لأبنائهم غير المتفوقين ، ولا مشكلة لديهم في التأشيرات والتذاكر والسكن ...!!!!!!
3- إنها #عملية_استيلاء على المقاعد الدراسية بطريقة #جشعة وبشعة .