هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟
صار عرفا إداربا منذ بعض الوقت قيام الوزراء الجدد بزيارات لقطاعاتهم للتعرف عليها والاطلاع على ظروف العمل ومشاكل الموظفين .
يرى كثير من المراقبين أن هذه الزيارات لاتعدو كونها مناسبات كرنفالية للظهور الإعلامي وتسويق خطابات رنانة تعزف على وتر حساس لصالح من يقومون بها .
أما الاطلاع على واقع الإدارة الحقيقي والبحث عن حل لمشاكلها وتسوية مطالب عمالها فهي أمور ليست لها مكان في الواقع إطلاقا.
الأسباب كثيرة منها أن غالبية من يعملون فيها جاءت بهم وساطات أو تعيينات انتخابية وولاءات ضيقة ولاعلاقة لهم بالعمل والخبرة أصلا ولايستطيع أيا كان إزاحتهم من تلك الوظائف.
وهنالك عامل آخر يتعلق بأن إرادة الإصلاح العلنية في التصريحات الإعلامية لكثير من الوزراء ليست إلا للاستهلاك الإعلامي .
إن إصلاح الإدارة الحقيقي يبدأ باكتتاب الأكفاء ووضع "الرجل المناسب في المكان المناسب" وترقية الموظفين النزهاء أصحاب الخبرة في المناصب الكبيرة، وإبعاد التعيينات القبلية والجهوية والمحسوبية,,
ختاما : الزيارات الكرنفالية مظهر للاستهلاك الإعلامي لايقدم ولايؤخر بل إن إصلاح الإدارة يبدأ بالبحث الحقيقي عن مشاكلها والاستماع لموظفيها الأكفاء وحل مشاكلها بصورة فعلية ومن الداخل .