قررت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي استدعاء المدرسين الذين يعملون في الإدارات المركزية والجهوية والمفتشيات المقاطعية، والمؤسسات ذات الطابع الإداري التابعة للقطاع، والذين لا يشغلون وظائف إدارية، ولا تزيد أقدميتهم على 15 سنة للتدريس الميداني.
قرار في محله خاصة في ظل النقص الملاحظ بالمدرسين الميدانيين الذي تضطر الوزارة كل سنة لسد جزء كبير من فراغهم بالمتعاونين .
ظاهرة سيئة عمّت بها البلوى في السنوات الأخيرة وهي تفريغ قطاعات من كثير من موظفيها الميدانيين لصالح العمل الإداري، ونلمس هذه الظاهرة في 3 قطاعات هي التهذيب الوطني والتعليم العالي والصحة .
يجب على المعنيين بهذه الظاهرة السيئة أن يدركوا أن التلاميذ والطلبة في الفصول أكثر حاجة لعطاء أستاذ ميداني مقتدر من الحاجة إليه في عمل إداري عادي، كما أن حاجة المرضى للطبيب الخبير في العلاج أمس من الحاجة إليه في منصب إداري .
بالمقابل يجب أن يقوم كل هؤلاء الموظفين بالعمل الجاد في ميادينهم، ويعلموا أن صناعة العقول والحرص على صحة الأجسام أكثر مساهمة في بناء ورقي الدول من التشبث بالمناصب الإدارية ففائدتها على الجيوب أكثر من فائدتها على المجتمع.
لامراء في أن خدمة الوطن واجب مقدس من كل منصب، ولاتفاضل بينها لأن الجميع مدعون للمساهمة في بناء الوطن كل من موقعه، و حسب مجهوده لأن خدمة الوطن هي التي يجب أن تكون المقياس العادل للحصول على الامتيازات المادية والمعنوية فيه ليس إلا.
ختاما : علينا جميعا ان نسعى لبناء وطننا بإخلاص ونعي أن هنالك ثانية لايكتمل بناء الدول بدونها وهي (تأدية الواجبات قبل المطالبة بالحقوق).