آلام الصداع النصفي.. هل الأدوية الجديدة أفضل من المسكنات التقليدية؟

توصلت دراسة نُشرت في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" اليوم الخميس، إلى أنّ أحدث العلاجات للصداع النصفي لا توفر فائدة كبيرة مقارنة بمسكنات الألم التقليدية.

وخلصت الدراسة الحديثة إلى أن "إليتريبتان، وريزاتريبتان، وسوماتريبتان، وزولميتريبتان أكثر فعالية من الأدوية الحديثة الأغلى والموجودة راهنًا في السوق وهي لاسميديتان، وريميجيبانت، وأوبروجيبانت".

وركزت الدراسة فقط على الأدوية المستخدمة كمسكنات للألم الناجم عن الصداع النصفي، ولم تتطرق إلى العقاقير التي تشكل علاجًا أساسيًا لتجنّب نوبات الصداع أو الحدّ منها.

ما هو الصداع النصفي؟

وفقًا لجمعية الصداع الأميركية، يتم تعريف الصداع النصفي من خلال معايير محددة، على غرار المعاناة من استمرار الصداع بين 4 و72 ساعة، أو التعرض لاثنين على الأقلّ من أصل العوارض الأربعة الآتية: ألم من جانب واحد، وألم نابض، وألم متوسط إلى شديد، وألم يتداخل مع النشاط الروتيني أو يزداد سوءًا، بالاضافة لمعاناة من عرض واحد على الأقل من هذه العوارض: الغثيان و/أو القيء، أو الحساسية للضوء والصوت.

وبالنسبة للبعض، قد تُنبئ نوبة الصداع النصفي القادمة بهالة، والتي يمكن أن تشمل تشوهات بصرية (مثل الخطوط المتموجة أو البقع العمياء) أو تنميل اليد. وتؤدي التغيّرات في جسمك، بما في ذلك الهرمونات، والإجهاد، وأنماط النوم، أو الأكل، إلى الإصابة بالصداع النصفي.

وما زالت فوائد العلاجات المختلفة للصداع النصفي، وهو مرض شائع جدًا يطال أكثر من مليار شخص حول العالم، غير واضحة. وتوصف منذ عقود مسكنات الألم الكلاسيكية أي الأسبرين والإيبوبروفين، بالإضافة إلى مجموعة من العلاجات الأكثر فعالية هي أدوية التريبتان.

جيل جديد من الأدوية

وفي السنوات الأخيرة، أضيف إلى العلاجات السابقة جيل جديد من الأدوية، بعضها من مجموعة "جيبانت" مثل ريميجيبانت الذي يباع باسم "فيدورا" عن طريق شركة "فايزر"، وأوبروجيبانت الذي يُباع باسم "يوبريلفي" بواسطة شركة "آبفي"، بالإضافة إلى لاسميديتان الذي تختلف آلية عمله والمُباع باسم "ريفاو" عبر شركة "إيلي ليلي".

وتحمل أدوية الصداع النصفي أهمية كبيرة لقطاع تصنيع الأدوية لأنّها تدر أرباحًا، وقد اشترت "فايرز" عام 2022 شركة "بايوهيفن" التي ابتكرت دواء ريميجيبانت لقاء نحو عشرة مليارات دولار. واختُبرت كل هذه الأدوية عمومًا مقابل علاج وهمي.

وتكمن أهمية الدراسة الجديدة في أنها نظرت في نحو 200 تجربة من هذا النوع لمقارنة الأدوية.

في النهاية، "حتى لو كان بيع لاسميديتان وريميجيبانت وأوبروجيبانت يوفر مزيدًا من الخيارات لمواجهة نوبات الصداع النصفي، فإن الكلفة المرتفعة لهذه الأدوية الجديدة والآثار الجانبية الكبيرة للاسميديتان لدى البعض، تدفع إلى التعامل معها كخيار علاجي ثالث"، على ما أكد الباحثون.

وتشير التوصيات بالتفكير أولًا في وصف أدوية التريبتان، لاعتبار أنها لا تُستخدم بشكل كافٍ مقارنة بفعاليتها.

وفي حال عدم الرغبة في تناولها بسبب المخاطر القلبية الوعائية المرتبطة بها لدى بعض المرضى، فمن الأفضل التوجه نحو مسكنات الألم التقليدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين.