ظاهرة مشينة مازالت تطال الإدارة الموريتانية .
لاتتفاجأ إن زرت وزارة ووجدت إدارة هامة فيها رحلت لمكان قصي من العاصمة قد تحتاج سفرا قاصدا ودليلا مدربا للبحث عنها .
لايدرك المعنيون هنا أن تقريب الإدارة من المواطن في جوهره يقتضي جمع شمل إدارات كل قطاع في حيز مكاني واحد .
سبب هذه الظاهرة قد يعود في جزء منه إلى حداثة عهدنا بالنظم الإدارية المستجدة بالاضافة إلى عدم وجود بنية تحتية إدارية تذكر قبل العشرية الماضية .
مازلت أذكر أعوام التسعينات من القرن الماضي حيث كانت معظم الإدارات العمومية تؤجر منازل للخواص .
اليوم وبعد ثلاثة عقود مازالت الإدارة الموريتانية لم تلق عصا الترحال لبعض الوزارات والإدارات الهامة مما يربك المواطن ويضيع جهده ووقته .
هذه الظاهرة المشينة آن لها أن تختفي، وتبني الدولة لكل قطاع إداري مبنى راقيا بعدد إداراته ويكون ثابتا في حيز جغرافي معلوم المكان وثابت العنوان.
بالتأكيد موضوع العنونة الثابتة في نواكشوط يطرح نفسه بإلحاح؛ ولكن على كل الأحوال
آن لنا أن ننهي رحلة الإدارات والوزارات "السيزيفية" من خلال حل جذري وحضري .
ختاما : لامراء في أننا شعب حديث العهد بالبادية، وتتسم طباعه بحب الترحال، لكن يجب أن نعلم جميعا أن الحضر مناف لظاهرة الترحال وكلما له علاقة بعدم الانضباط والنظام .