من عذابات النقل في مساء العاصمة ــ رأي الجديد نيوز

لايمكنك تصور حجم التعب والصعوبات المتعددة التي ستواجهها إن تقطعت بك السبل في قلب العاصمة مساء يوم ما .


مشهد مأساوي ... طرق خالية من كل ماله علاقة بالنقل الحضري، لاباصات وفيرة العدد ولاسيارات أجرة للخطوط الطويلة بضواحي العاصمة .


السيارة شخصية وبعض السائقين متعجرفين وينتهزون أدنى فرصة لرفع السعر على جيب المواطن الفارغ أصلا.


الركاب واقعون تحت مطرقة خيوط الظلام التي بدأت تزحف بسرعة على ماتبقى من أنوار بدأت تختفي، وسندان مطاردة وهم سيارات أجرة هي المنقذ الوحيد في فجاج وسط المدينة الذي تهدأ الحياة فيه عند حلول الظلام عكس ماهو في كل عواصم العالم! .


إنها مشاهد لا تليق بعاصمة زادت في عمرها على الستين عاما ، فلماذا لم تعمد السلطات المسؤولة عن النقل لاستيراد أسطول من سيارات الأجرة العمومية يكون تابعا للدولة، وتضعه على خطوط منظمة تشمل كل محاور العاصمة حتى البعيدة وبتسعرة محددة حتى يتمكن المواطن من التنقل بسهولة وفي كل وقت إلى أي مكان بالعاصمة ولا منة لأحد عليه .


إن فوضى النقل لا يمكن تنظيمها دون وجود أساطيل من السيارات والحافلات التي تنظمها وتملكها الدولة؛ وليس أفرادا خصوصيين يستطيعون أحداث الفوضى في أي وقت وقد يمتنعون عن رغبات المواطن في التنقل ويرفعون عليه سعر التذكرة دون مبرر .


ولعله من نافلة القول: إنه يجب أن يتم إنشاء بنية تحتية حقيقية؛ تتمثل في محطات معروفة لكل للنقل بالعاصمة  تتوفر فيها أسباب الراحة للسائقين والركاب، مع إجراءات السلامة الضرورية وليس الأمركما هو الآن.

 الجميع يتكدسون في زقاق ضيق عفن بالروائح الكريهة وملي ء بالصخب  وفوضى المارة أو على ناصية شارع يزدحم بالبسطات التحارية والصخب و حركة المرور !!


ختاما : النقل الحضري واجهة عصرية لكل مدينة في العالم، وقد آن لنا تنظيمه وإمداده بسيارات عصرية بل وحتى قطارات ـ كما هو في دول الجوار ـ  الأقل منا عدة والأكثر سكانا.

كما يجب تهذيب بعض السائقين بالقانون وإلزامهم بالسلوك والزي الحضريين حتى يتسنى لنا السير في ركب الأمم المتحضرة.

من المسؤول؟ زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"